لقي طفل في السادسة من عمره مصرعه اختناقا داخل حافلة للنقل المدرسي بجماعة ساحل بوطاهر، التابعة لإقليم تاونات، في حادث مأساوي هز الرأي العام المغربي. وكشف هذا الحادث الذي وقع الجمعة الماضي، عن تقصير خطير في تدبير خدمات النقل المدرسي، بعدما نسي السائق الطفل داخل الحافلة المغلقة الأبواب لساعات طويلة تحت حرارة مرتفعة، دون أن ينتبه إلى وجوده، ما أدى إلى وفاته اختناقا في مشهد صادم أثار موجة غضب وحزن واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلصت التحقيقات الأولية، التي باشرتها الضابطة القضائية بأمر من النيابة العامة، إلى أن السائق، الذي يعمل داخل المؤسسة التعليمية نفسها التي يدرس بها الطفل، لم يقم بأي إجراء للتأكد من خلو الحافلة عند توقفها، في مخالفة صريحة لأبسط معايير السلامة. وأوضحت مصادر إعلامية أن الحافلة المعنية تابعة لجماعة ترابية وتسير من طرف متدخلين محليين دون تأطير مهني أو مراقبة فعلية، مما يعكس هشاشة هذا القطاع في المناطق القروية وغياب رؤية واضحة لحماية التلاميذ خلال تنقلهم اليومي.
وقد أمرت النيابة العامة بإجراء تشريح طبي لجثة الطفل للوقوف على الأسباب الدقيقة للوفاة، وفتح تحقيق يشمل كافة المسؤولين عن تدبير النقل المدرسي بالجماعة. وبينما تعيش أسرة الطفل وسكان الدوار على وقع صدمة قوية، تصاعدت الأصوات المطالبة بمحاسبة المسؤولين ووضع حد للاستهتار الذي يحول الحافلات المدرسية إلى “توابيت متنقلة”، داعين إلى إصلاح جذري وشامل يضمن سلامة وأمن التلاميذ في كل ربوع المغرب، خاصة في المناطق المهمشة.