بين القيم والفرجة.. السطي يُسائل برادة حول إدماج “الهيب هوب” ومصدر وزاري يُدافع عن الخيار

توصلت THE PRESS بنسخة من سؤال كتابي وجهه المستشار البرلماني خالد السطي، عن مجموعة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بمجلس المستشارين، إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حول ما وصفه بـ”تكوينات رقص الهيب هوب والبريك دانس” في برامج التربية البدنية.

السؤال، المؤرخ بتاريخ 22 ماي 2025، أثار تساؤلات حول الخلفيات البيداغوجية والثقافية التي اعتمدتها الوزارة في إدماج هذا النوع من الفنون في المنهاج التربوي، خاصة في ظل ما وصفه السطي بـ”واقع العنف والهدر المدرسي” الذي يعيشه التعليم العمومي.

وتساءل البرلماني ذاته عن مدى إسهام هذه التكوينات في ترسيخ القيم وتطوير الكفايات وتحقيق الجودة، خصوصاً في المستويات الدراسية الأساسية، متسائلًا في الآن ذاته عن المرجعيات المعتمدة في اعتماد هذا التوجه الجديد، وسبل تأهيل الأساتذة لمواكبته، لا سيما في التعليم الابتدائي والرياضات الأساسية.

وفي اتصال أجرته THE PRESS مع مصدر مسؤول داخل وزارة التربية الوطنية، أكد أن “الانفتاح على تعبيرات فنية مثل الهيب هوب أو الرقص الإيقاعي ليس نزوة ظرفية، بل يدخل ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز الإبداع، والتربية على القيم، وكسر النمطية داخل الحصص البدنية”.

وأضاف المصدر نفسه أن “الوزارة تشتغل على مقاربات حديثة في التنشيط التربوي، تراعي اهتمامات التلاميذ وميولاتهم، بما يعزز ارتباطهم بالمدرسة”، مشددًا في الوقت ذاته على أن “هذه المبادرات تخضع لتأطير بيداغوجي واضح وتكوين مستمر لفائدة الأطر التربوية”.

من جهة أخرى، عبّر عدد من الفاعلين النقابيين عن تخوفهم من “تحويل المدرسة إلى فضاء للفرجة بدل بناء الكفايات العلمية والمعرفية”، مطالبين بـ”إعطاء الأولوية لمراجعة المناهج والرفع من جودة التعليم الأساسي قبل التفكير في إدماج أنماط تعبيرية مثيرة للجدل”.

ويأتي هذا النقاش في سياق أوسع من الجدل المجتمعي حول توجهات الوزارة في تحديث مناهج التربية البدنية، وفتحها على أنماط فنية غير تقليدية، يرى فيها البعض رافعة لتحبيب المدرسة للتلميذ، ويعتبرها آخرون انزياحًا عن أولويات الإصلاح الحقيقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

من القول إلى النقر: تحوّلات التنشئة في ظل الذكاء الاصطناعي

المنشور التالي

مؤسسة محمد السادس تواصل تقاليدها في تكريم الأبطال الرياضيين

المقالات ذات الصلة