في ظل الإنتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي والتطور السريع للتقنيات الرقمية، بات الإبتزاز الإلكتروني أحد التحديات الأمنية والاجتماعية الخطيرة التي تهدد فئات واسعة من المواطنين سواء من خلال التهديد بنشر محتويات خاصة، أو باستعمال صور وأسماء ضحايا لأغراض خبيثة تتمثل في الإنتقام أو الربح المادي.
وفي هذا الصدد صرح عزيز الفكاكي رئيس جمعية شباب القرن 21 لموقع THE PRESS, أن من بين الأسباب المباشرة وراء هذا النوع من الجرائم هو عدم وعي المستخدمين بمخاطر التواصل مع الغرباء على الإنترنت و عدم اتخاذهم الإحتياطات اللازمة لحماية معطياتهم الشخصية, مشيرا إلى أن الذكاء الإصطناعي بات يستعمل في انتحال الهوية الرقمية من خلال تقنيات قادرة على إنشاء الصور و الصوت تبدو حقيقية وكذا الحسابات المزيفة، مما يصعب من مهمة تعقب المجرمين, مضيفا أن مشروع القانون الجنائي المغربي المتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي يجب أن يأتي بمقتضيات مهمة لحماية المستخدمين من هذه الجرائم، داعيا الى التبليغ الفوري لدى الشرطة عند التعرض لأي نوع من أنواع الابتزاز الرقمي للحد من تفاقم الظاهرة.
وأكد المتحدث ذاته أن مواجهة هذا الخطر لا يقتصر على الجانب القانوني فقط بل يتطلب أيضا مجهودات كبيرة في التوعية والتحسيس، مشددا على ضرورة تكثيف الحملات التوعوية في الوسط المدرسي والإعلامي، مع إشراك الأسرة في عملية التربية الرقمية و التوعية بإعتبارها المسؤول الأول, مشيرا إلى أن وزارة الإنتقال الرقمي تعمل على إطلاق مبادرات في هذا الإطار، لكنها تظل غير كافية ما لم تنخرط مؤسسات المجتمع المدني والفاعلين في المجال التربوي بدور فاعل لحماية الأفراد من هذا النوع من التهديدات الحديثة.