سجل المغرب حضورا واضحا على الساحة الدولية في مجال طلبات الحصول على تأشيرات شنغن لسنة 2024، حيث حل في المرتبة الرابعة عالميا بعد الصين، الهند وتركيا، وفق معطيات نشرها موقع “Schengen Visa Info”. وبلغ عدد الطلبات المقدمة من طرف المغاربة مستوى غير مسبوق، متجاوزا روسيا التي كانت تتصدر هذه القوائم في السنوات الماضية، ما يعكس تطلعا متزايدا من المواطنين نحو السفر إلى الفضاء الأوروبي، رغم التحديات المرتبطة بالإجراءات والتأشيرات.
وبحسب الأرقام، فقد تلقت مراكز التأشيرات الأوروبية حوالي 11.7 مليون طلب تأشيرة خلال العام الجاري، أي بزيادة بنسبة 13.5% مقارنة بسنة 2023، لكن هذا الرقم لا يزال دون المستوى المسجل قبل جائحة كوفيد-19، حين اقترب عدد الطلبات من 17 مليونا في عام 2019. ويعزى هذا الفارق إلى استمرار بعض القيود المفروضة على جنسيات معينة، وارتفاع معدلات الرفض التي لا تزال تشكل عائقا أمام كثير من الراغبين في السفر.
واحتلت فرنسا صدارة الوجهات الأوروبية الأكثر استقطابا للطلبات، حيث استحوذت على أكثر من ربع إجمالي الطلبات العالمية، وحل المغاربة في المرتبة الثانية بعد الجزائريين في عدد الطلبات المقدمة نحو فرنسا، بـ282.153 طلبا. ويعكس هذا الإقبال متانة الروابط التاريخية بين المغرب وفرنسا، على مستويات التعليم، العمل، والسياحة، رغم ما تعرفه العلاقات بين البلدين من فتور سياسي أو تعقيدات إدارية بين الفينة والأخرى.
وفي المقابل، شهدت خارطة الطلبات تغييرات لافتة، حيث تجاوزت إسبانيا ألمانيا لتحتل المرتبة الثانية من حيث عدد طلبات التأشيرة، بتلقيها لـ1.6 مليون طلب، مقارنة بـ1.5 مليون لألمانيا. ومع أن الصين تتصدر قائمة المتقدمين في هاتين الدولتين، إلا أن المغاربة لا يزالون يمثلون شريحة كبيرة من طالبي التأشيرات في كل من أوروبا الغربية والجنوبية، في مؤشر واضح على استمرار جاذبية “الحلم الأوروبي”، رغم ما تفرضه السياسات الجديدة من تشديدات أمنية واعتبارات جيوسياسية متقلبة.