المغرب يعيد فتح سفارته في دمشق

في تطور دبلوماسي لافت، أعلن, أمس السبت 17 ماي 2025, الملك محمد السادس، في رسالة وجهت إلى القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة ببغداد، قرار المغرب إعادة فتح سفارته في العاصمة السورية دمشق، بعد أكثر من عقد على إغلاقها سنة 2012. الخطوة، التي ألقاها وزير الخارجية ناصر بوريطة نيابة عن العاهل المغربي، جاءت لتؤكد موقف الرباط الثابت في دعم وحدة سوريا الترابية وسيادتها الوطنية، والتزامها بتضامن فعلي مع تطلعات الشعب السوري في نيل حريته واستقراره.

وشدد الملك محمد السادس في خطابه على أن هذه المبادرة تمثل تجسيدا للإرادة المغربية في دعم المسار السياسي السوري، وفتح آفاق جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين الرباط ودمشق. وأكد الملك أن إعادة فتح السفارة لن تكون مجرد خطوة رمزية، بل مقدمة لإرساء تعاون سياسي ودبلوماسي يعيد الوصل بين شعبين فرقتهما سنوات من التوترات الإقليمية والاضطرابات السياسية.

ولم تقتصر الرسالة الملكية على الملف السوري، بل تناولت أيضا الوضع في الأراضي الفلسطينية، الذي وصفه العاهل المغربي بـ”المأساوي”، في ظل استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في استهداف المدنيين العزل في الضفة الغربية وقطاع غزة. واعتبر الملك أن هذا الواقع الدموي يطرح تساؤلات جوهرية أمام المجتمع الدولي حول ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الإنسانية، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات.

وتجدر الإشارة إلى أن القمة العربية تنعقد هذا العام تحت شعار “حوار وتضامن وتنمية”، في ظل سياقات إقليمية شديدة التعقيد تشمل الحرب المستمرة في غزة منذ تسعة عشر شهرا، والأزمات الممتدة في سوريا والسودان. وبينما تتجه أنظار الشعوب العربية إلى بغداد، تأمل العديد من الأطراف أن تشكل مثل هذه القرارات خطوات ملموسة نحو إعادة بناء التضامن العربي، بعيداً عن الاصطفافات الدولية والحسابات الضيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

كأس جديدة وهوية متجددة لدوري أبطال إفريقيا قبل النهائي المرتقب

المنشور التالي

تحقيق استقصائي: أموال التنمية المستدامة في المغرب تذهب بعيداً عن الفئات المستهدفة

المقالات ذات الصلة