أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق أن المغرب يتميز بنموذج ديني فريد “يجمع بين الحُسنيَين” أي يجمع بين عقيدة أهل السنة والجماعة والتمسك في الوقت ذاته بإمامة آل البيت في إطار سني، معتبرا أن هذا النموذج مكن المغرب من حل معضلة خطيرة تتجلى في بحث المسلمين عالميا عن نظام سياسي مناسب.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها مساء الأحد 11 ماي 2025، خلال حفل تنصيب محمد خروبات رئيسا للمجلس العلمي الجهوي لجهة مراكش آسفي، حيث أبرز التوفيق أن هذا النموذج مكن المغرب من تجاوز ما سماه “معضلة النظام السياسي في العالم الإسلامي”، وهي الإشكالية التي يرى أنها دفعت بعض البلدان إلى الوقوع في أتون الفتن، بينما تجاوزها المغرب بفضل اختياره التاريخي لنظام إمارة المؤمنين القائم على البيعة الشرعية والثوابت الدينية الأصيلة.
وفي سياق حديثه عن تأطير الحقل الديني، نوه الوزير بالعناية الموصولة التي يوليها الملك محمد السادس بصفته أمير المؤمنين للمؤسسة العلمية، مبرزا الخطوات الأخيرة في هذا الإطار وعلى رأسها إحداث المجالس العلمية الجهوية إلى جانب المجالس العلمية المحلية، وتوسيع تركيبتها لتضم 12 عضوا من بينهم أربعة علماء.
واعتبر التوفيق أن هذه التدابير لا تعكس فقط مكانة العلماء في المنظومة الدينية، بل تحملهم أيضا مسؤولية جسيمة نظرا لما يوَفر لهم من وسائل وأدوات للقيام بمهمة الإرشاد الديني وتثبيت قيم الاعتدال والوسطية داخل المجتمع.
كما ذكّر التوفيق بتوجيهات العاهل المغربي للعلماء ولا سيما في خطاب سنة 2004، الذي دعاهم فيه إلى الانخراط الفاعل في المجتمع وعدم الانغلاق، قائلاً: “لا تكونوا جزرًا مهجورة”. موضحا ان هذا العالم حسب هذا التوجيه هو من يجمع بين العلم النافع والوفاء لثوابت الأمة، ويجسد القيم الدينية في سلوكه ليكون قدوة يحتذى بها.
مضيفا أن الناس إنما ينظرون إلى العلماء باعتبارهم “الدين يمشي على رجليه” في إشارة إلى ما يُنتظر منهم من إشعاع علمي وأخلاقي في محيطهم، ضمن رؤية متكاملة تؤطر الشأن الديني في المغرب تحت رعاية مؤسسة إمارة المؤمنين.