أفاد تقرير جديد صادر عن المندوبية السامية للتخطيط أن 70% من الفتيات المغربيات المراهقات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة، تعرضن لشكل من أشكال العنف خلال السنة الماضية، في ظاهرة تنذر بتفاقم المخاطر الاجتماعية والنفسية التي تواجهها هذه الفئة الحساسة من المجتمع.
وبحسب التقرير، الذي صدر يوم 25 مارس الجاري، فإن المنزل يبقى المصدر الأول للعنف، حيث أن أغلب الضحايا يتعرضن للإيذاء من شركاء حميميين أو أفراد من الأسرة، من خلال العنف الجسدي، النفسي أو الاقتصادي. كما أشار التقرير إلى أن أكثر من نصف الفتيات تعرضن للضرب أو الإهانة على يد شركائهن، بينما يواجه عدد منهن الزواج المبكر، حيث تزوجت 63.2% من الفتيات قبل بلوغهن 18 عاماً، ما يجعلهن أكثر عرضة للعنف الزوجي.
المدرسة لم تكن بمنأى عن هذه الظاهرة، إذ أظهرت المعطيات أن حوالي ربع الفتيات المراهقات تعرضن للعنف في المؤسسات التعليمية، خصوصاً في العالم القروي. وتم تسجيل حالات عنف جسدي ونفسي من طرف زملاء ومدرسين، وهو ما يهدد الاستقرار الدراسي للعديد منهن. كما لم يسلم الفضاء الرقمي من الظاهرة، حيث تعرضت 29.4% من المراهقات لعنف إلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية.
وأبرز التقرير وجود تطبيع مقلق مع العنف، حيث تعتبر 40% من الفتيات أن العنف الزوجي شأن خاص، فيما ترى 18.4% أن على المرأة تحمله حفاظاً على الأسرة. ودعت المندوبية إلى مواجهة هذه الظاهرة من خلال التعليم، التمكين الاقتصادي، وتغيير العقليات، مشددة على أهمية تضافر جهود المؤسسات والأسرة والمجتمع المدني لحماية المراهقات وضمان سلامتهن الجسدية والنفسية.