بدأ حجاج بيت الله الحرام منذ فجر يومه الأربعاء 4 يونيو 2025, التوجه إلى مشعر منى بأشواق ودموع وآمال وتكبيرات لأداء أولى محطات رحلة الحج في يوم التروية، والذي يصادف الثامن من ذي الحجة اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ارتوى (تزود) بالمياه قبل أداء الحج.
يقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد نحو 7 كيلومترات من المسجد الحرام, وهو واد مبارك تحيط به الجبال من الشمال والجنوب داخل حدود الحرم الشريف، و يؤدي الحجاج فيه صلواتهم الخمس قصرا دون جمع ويبيتون استعدادا للوقوف بعرفة الركن الأعظم من مناسك الحج.
في فجر التاسع من ذي الحجة يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفة الطاهر على بعد 12 كيلومترا من مكة ليشهدوا الوقفة الكبرى التي تعتبر جوهر الحج ووقته الأعظم نسبة لقول النبي عليه افضل الصلاة و السلام “الحج عرفة”، حيث يقفون في خشوع وخشية بين يدي الله قبل أن انتقالهم مع غروب الشمس إلى مزدلفة لقضاء الليل وجمع الحصى اللازمة لرمي الجمرات.
و تتواصل مناسك الحج في منى خلال أيام التشريق الثلاثة التي يتم خلالها رمي الجمرات الصغرى والوسطى والكبرى، وفي نهايتها يؤدي الحجاج طواف الوداع في مكة المكرمة معلنين انتهاء رحلة العبادة الروحية التي تحفها مشاعر الإيمان والتضرع.
وشهد موسم الحج لهذا العام تعزيزا غير مسبوق للإجراءات الوقائية, حيث تم دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والمسيرات في منظومة الإنقاذ والاستجابة السريعة إلى جانب تشريعات تنظيمية جديدة لإدارة الحشود, بما يضمن سلامة الحجيج وجودة أداء المناسك.
في هذا السياق أكد وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة, أهمية التزام مكاتب شؤون الحجاج بالتعليمات المنظمة لحركة الحجاج داخل المشاعر المقدسة، مشددا على دور خطط التفويج والنقل في ضمان سير المناسك بانسيابية وسلامة.
كما أكد مسؤولو الصحة السعودية أن الحالة الصحية للحجاج مطمئنة مع عدم تسجيل أي حالات وبائية قد تؤثر على صحة الحجيج، في ظل الاستعدادات المكثفة من الجهات الحكومية والأمنية والطبية لاستقبال ما أزيد من مليون حاج في هذا الموسم المبارك.
