فقدت الساحة الدينية بالمغرب، صباح يومه السبت 31 ماي 2025، أحد أصواتها الخاشعة وأركانها التربوية، بوفاة الفقيه والإمام المغربي عبد العزيز الكرعاني، بعد صراع طويل مع مرض عضال، وقد رحل الشيخ في إحدى المصحات الخاصة بمدينة بوسكورة، تاركا خلفه سيرة عطرة من العطاء الروحي والتكوين القيمي، ألهمت أجيالا من المصلين والتلاميذ.
وقد توافدت كلمات الرثاء على منصات التواصل الاجتماعي، حيث نعاه عدد كبير من القراء والدعاة، مستحضرين ما ميزه من صوت خاشع وأسلوب مؤثر في تلاوة القرآن، وقدرته على المزاوجة بين الإمامة والتربية. اشتغل الراحل إماما لسنوات بمسجد القاضي عياض في الدار البيضاء، كما كان مربيا في إحدى المدارس الخاصة، حيث عرف بإخلاصه وحنكته في غرس القيم لدى الناشئة، جامعا بين صدق الكلمة وجمال التبليغ.
ونشأ الشيخ الكرعاني في أسرة مشبعة بحب القرآن، وبدأ حفظ كتاب الله صغيرا حتى أتمّه في سن مبكرة. وتنقل في عدد من المساجد، من بينها مسجد التوبة ومسجد التيسير بسيدي معروف، حيث راكم سنوات من التجربة والتأثير، قبل أن يعرفه المصلّون في مسجد السلام خلال رمضانيات 2003 إلى 2006، ليتوج مساره في مسجد القاضي عياض، حيث ظل صوته يملأ أركانه إلى أن أقعده المرض، تاركا فراغا كبيرا في قلوب محبيه ورواد المسجد.
