في مزاد علني أقيم في العاصمة الصينية بكين، بيعت دمية عملاقة من طراز “لابوبو” بـ150 ألف دولار، في مشهد يعكس تصاعد شعبية هذه الدمى المصنوعة في الصين، وسط طفرة عالمية في الطلب على المنتجات الثقافية البصرية الآسيوية.
وصممت دمى “لابوبو” من قبل الفنان كاسينغ لونغ المتحدر من هونغ كونغ، وهي تشبه أرنبا بهيئة وحش، لكنها محشوة بلمسة لطيفة وغريبة في آن. تنتج هذه الشخصيات شركة “بوب مارت” الصينية، التي تسوق دمى مصممة بألوان زاهية داخل ما يعرف بـ”الصناديق العمياء” — وهي صناديق مغلقة لا يعرف المشتري محتواها حتى يفتحها.

في الأشهر الأخيرة، ساهمت نجمات عالميات مثل ليزا من فرقة “بلاك بينك”، وريهانا، ودوا ليبا في الترويج لدمى “لابوبو”، عبر ظهورهن بها في حفلات أو صور على منصات التواصل الاجتماعي، ما جعل من هذه الشخصيات الصغيرة رمزاً للموضة والثقافة الشعبية.
وقال لي يي، محلل سوق الثقافة الشعبية في جامعة تسينغهوا، في تصريح لوكالة أنباء محلية: “ما نراه ليس مجرد شراء دمى، بل ظاهرة ثقافية تعكس ميول الجيل الجديد نحو الجمع بين الهويّة الفردية والعناصر البصرية الجديدة.”
وباتت شركة “بوب مارت”، التي تأسست في 2010، تمتلك اليوم أكثر من 400 متجر حول العالم، وتوسّع حضورها خصوصاً في أسواق مثل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وأوروبا.

ويفسر الخبراء هذا النجاح برغبة المستهلكين، خاصة من فئة الشباب، في امتلاك قطع تعكس ذوقا بصريا فريدا، وتجربة شراء قائمة على المفاجأة والتشويق.
ويذكر أن نماذج معينة من دمى “لابوبو” أصبحت تباع بأسعار باهظة في السوق الثانوية، وسط ما يصفه البعض بـ”حمّى الجمع”، التي تذكر بموجات سابقة مثل دمى “بيبي بورن” في التسعينيات، أو شخصيات “فانكو بوب” الأميركية.