وائل جسار، الفنان اللبناني المعروف بصوته الدافئ وأدائه العاطفي، يُعد من أبرز الأصوات الرومانسية في العالم العربي منذ مطلع الألفية الجديدة. وُلد في البقاع اللبناني عام 1976، وبدأ مسيرته الغنائية في سن مبكرة، حيث شارك في عدد من البرامج الغنائية للأطفال، قبل أن يحقق انطلاقته الكبرى بألبوم “مشيت خلاص” الذي لفت إليه الأنظار وأثبت موهبته الفريدة في غناء الطرب الرومانسي.
تميز وائل جسار بخياراته الموسيقية التي تمزج بين الكلاسيكية والعصرية، ما جعله قريباً من مختلف الأجيال. استطاع أن يرسخ مكانته بفضل أعماله الناجحة مثل “غريبة الناس”، “بتوحشيني”، و”عمري كله”، وهي أغاني أصبحت من علامات الأغنية العربية الحديثة. كما تعاون مع نخبة من الشعراء والملحنين في لبنان ومصر، ما ساعده على إثراء رصيده الفني والحفاظ على استمراريته.
رغم ابتعاده النسبي عن الأضواء في بعض الفترات، ظل جسار حاضراً بقوة في الساحة الفنية من خلال الحفلات والمهرجانات الكبرى في الوطن العربي، كما أنه عاد خلال السنوات الأخيرة بأعمال جديدة حافظت على هويته الغنائية، مع تطوير واضح في الأسلوب والتوزيع الموسيقي. هذا التوازن بين الأصالة والتجديد ساعده على الاستمرار في كسب جماهير جديدة دون أن يفقد جمهوره التقليدي.
يُعرف وائل جسار أيضاً برصانته الإعلامية وابتعاده عن الصخب والجدل، مما جعله يتمتع بصورة فنية نظيفة ومحترمة. ورغم التحديات التي واجهتها الأغنية العربية خلال العقود الأخيرة، حافظ جسار على موقعه كأحد رموز الغناء الرومانسي، ويُعد اليوم من الفنانين القلائل الذين استطاعوا الجمع بين الجودة الفنية والشعبية الجماهيرية عبر مسيرة تجاوزت العقدين.