تعرضت سفينة “ألما”، التي ترفع العلم البريطاني, والأكبر ضمن أسطول الصمود المتجه إلى قطاع غزة، لهجوم جديد بطائرة مسيرة حارقة قبالة السواحل التونسية, فجر الأربعاء 10 شتنبر 2025، ما أدى إلى اندلاع حريق في سطحها العلوي. وأكدت اللجنة المنظمة للأسطول أن جميع الركاب وأفراد الطاقم بخير، فيما تمكنت فرق الإطفاء وطاقم السفينة من السيطرة على النيران. وتزامن الحادث مع استعداد الأسطول لمتابعة رحلته نحو القطاع الفلسطيني المحاصر.
ويأتي هذا الاستهداف بعد أقل من 24 ساعة على هجوم مماثل. وقد اتهم منظمو المبادرة إسرائيل بالوقوف وراء الهجومين، مؤكدين أن هذه الاعتداءات تمثل خرقا للقانون الدولي ومحاولة لترهيب المشاركين, رغم نفي السلطات التونسية للهجوم الأول ولم تعلق بعد على هجوم اليوم ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق على الاتهامات حتى الآن.
وبحسب شهود عيان، هرعت سيارات إسعاف عدة إلى ميناء سيدي بوسعيد التونسي، في حين شوهدت قوارب خفر السواحل بالقرب من السفينة المتضررة. كما تجمع مئات المتضامنين عند الميناء، ملوحين بالأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات منددة بإسرائيل والولايات المتحدة، في مشهد يعكس حجم التضامن الشعبي مع المبادرة.
الأسطول، الذي يرفع أعلاما متعددة بينها العلم البريطاني، يحظى بدعم وفود من 44 دولة، من بينها الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ والسياسية البرتغالية اليسارية ماريانا مورتاجوا. ويهدف إلى كسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على غزة منذ سنوات طويلة، من خلال إيصال مساعدات إنسانية عبر قوارب مدنية.
ورغم المخاطر المتزايدة، أكدت اللجنة المنظمة خلال مؤتمر صحفي في تونس أن الحوادث الأخيرة لن تثني المشاركين عن مواصلة الإبحار نحو غزة “مهما كانت الظروف”، مشددة على أن تركيزهم ينصب على دعم سكان القطاع المحاصر. من جانبها، أعربت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عن دعمها للأسطول، مؤكدة أن ما جرى لن يعطل مهمته الإنسانية.