كشف تقرير الدفاع الرقمي 2025 الصادر عن مايكروسوفت أن المغرب كان هدفا لـ 12,6 مليون محاولة هجوم سيبراني خلال سنة 2024، ما يضعه ضمن أكثر الدول استهدافا في شمال إفريقيا. وتشير الشركة إلى أن موجة الهجمات الأخيرة تختلف جذريا عن سابقاتها، بفعل استخدام الذكاء الاصطناعي في صياغة هجمات أكثر دقة وواقعية، وانتشار واسع للهويات الرقمية المزورة وتقنيات التسلل المتخفية.
وبين يوليوز 2024 ويونيو 2025، رصدت مايكروسوفت 26 هجوما تقوده جهات أجنبية تستهدف مؤسسات حكومية وقطاعات حيوية مثل البنوك والاتصالات والجامعات والمنظمات غير الحكومية. كما ارتفع معدل الهجمات الاحتيالية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغت نسبة النقر على رسائل التصيد 54 في المائة، أي أعلى بأربع مرات ونصف من الهجمات التقليدية، مما يجعلها أكثر ربحية وتأثيرا.
التقرير يحذر أيضا من ارتفاع بنسبة 195 في المائة في الهويات الرقمية الاصطناعية التي تُستخدم للتحايل على إجراءات التحقق وإطلاق هجمات من حسابات وهمية يصعب تتبعها. كما برزت تقنيات جديدة مثل ClickFix التي تدفع المستخدم دون علمه لتفعيل برمجيات خبيثة، إضافة إلى رسائل مزيفة عبر منصة Teams تنتحل صفة الدعم التقني.
وتبقى الهجمات التي تستهدف البريد المهني الأكثر ضررا، رغم أنها لا تمثل سوى 2 في المائة من التهديدات، إلا أنها مسؤولة عن 21 في المائة من الاختراقات الناجحة، لأنها تعتمد على التلاعب بالثقة داخل بيئة العمل وتغيير قواعد المراسلات الداخلية للوصول إلى بيانات حساسة.
ورغم تعقد التقنيات، تظل الأخطاء البشرية الحلقة الأضعف، إذ تعتبر 52 في المائة من المؤسسات المغربية أن نقص الوعي لدى الموظفين هو التحدي الأكبر في مجال الأمن السيبراني. وعلى مستوى القارة، ارتفعت خسائر الجرائم الإلكترونية من 192 إلى 484 مليون دولار خلال عام واحد، فيما تضاعف عدد الضحايا تقريبا.
وتوصي مايكروسوفت بخمس أولويات عاجلة للمغرب: اعتبار الأمن السيبراني أولوية استراتيجية، تنظيم محاكاة دورية للهجمات، مراقبة المؤشرات المبكرة للاختراق، تكوين الموظفين بانتظام، واعتماد حلول أمنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ويخلص التقرير إلى أن المغرب أصبح، مثل جزء كبير من إفريقيا، ساحة اختبار للهجمات المتطورة، وأن تعزيز المناعة الرقمية ضرورة لا يمكن تأجيلها.
