تُعد نيجيريا أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، إذ يتجاوز تعداد سكانها 220 مليون نسمة، وتحتل موقعاً استراتيجياً في غرب القارة، مطلة على خليج غينيا. عاصمتها السياسية أبوجا، بينما تظل لاغوس العاصمة الاقتصادية وأحد أكبر المراكز الحضرية في إفريقيا. وتتميز البلاد بتنوعها الجغرافي، من السواحل الاستوائية جنوباً إلى السهول والصحارى شمالاً، ما يمنحها ثروات طبيعية وبشرية هائلة.
نيجيريا هي القوة الاقتصادية الأولى في إفريقيا من حيث الناتج المحلي الإجمالي، بفضل ثروتها النفطية والغازية، فضلاً عن قطاع خدمات ديناميكي وصناعة سينمائية تُعرف باسم “نوليوود” تُعد من الأكبر عالمياً. ومع ذلك، يواجه الاقتصاد النيجيري صعوبات حقيقية أبرزها الفساد، التقلبات في أسعار النفط، وضعف البنية التحتية، ما يعيق توزيع الثروة بشكل عادل ويزيد من معدلات الفقر والبطالة، خاصة في صفوف الشباب.
تتنوع نيجيريا عرقياً ودينياً، إذ تضم أكثر من 250 مجموعة إثنية، من أبرزها الهوسا، اليوروبا، والإيبو، وتنقسم ديانياً بين المسلمين في الشمال والمسيحيين في الجنوب. ويُعد هذا التنوع مصدر قوة، لكنه في الوقت نفسه يطرح تحديات حقيقية من حيث إدارة التعدد وضمان الاستقرار. وقد شهدت البلاد موجات عنف ديني وعرقي، فضلاً عن التهديد الذي تمثله جماعة “بوكو حرام” في شمالها الشرقي.
من الناحية السياسية، انتقلت نيجيريا منذ نهاية الحكم العسكري عام 1999 إلى نظام ديمقراطي تعددي، وإن كان لا يخلو من اختلالات. فالفساد، وضعف المؤسسات، والعنف الانتخابي، لا تزال تحد من نضج التجربة الديمقراطية. ورغم ذلك، تُعد نيجيريا فاعلاً محورياً في القارة الإفريقية، بحكم قوتها السكانية والعسكرية ودورها داخل منظمة “إكواس” وفي الملفات الإقليمية الكبرى.
تربط المغرب بنيجيريا علاقات استراتيجية متنامية، خصوصاً في مجال الطاقة والربط القاري، حيث تم توقيع اتفاقيات كبرى لإنشاء أنبوب غاز يربط البلدين مروراً بعدة دول إفريقية. كما يشكل هذا التعاون نموذجاً لشراكة جنوب–جنوب تهدف إلى بناء تكامل اقتصادي إفريقي حقيقي، يعزز الاستقلال الطاقي والتنمية المستدامة للقارة.