نمو بنسبة 13%: صناعة الفولاذ في المغرب تسجل أداءً صاعدا

سجلت صناعة الفولاذ في المغرب خلال شهر أبريل 2025 نموا لافتا، حيث بلغ حجم الإنتاج الوطني من الفولاذ الخام 130 ألف طن، محققا زيادة بنسبة 13% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024، وفقا لبيانات الجمعية العالمية للصلب. ويمثل هذا الارتفاع مؤشرا على استقرار الأداء الصناعي الوطني، رغم الضغوط المرتبطة بتقلبات الأسواق الدولية وارتفاع أسعار المواد الأولية، ما يعكس نجاعة السياسة الصناعية التي تنتهجها المملكة لمواجهة الأزمات الخارجية وتعزيز القدرة الإنتاجية.

وخلال الفترة الممتدة من يناير إلى أبريل من العام الجاري، بلغ إجمالي إنتاج المغرب من الفولاذ الخام 490 ألف طن، مسجلا نموا بنسبة 4.3% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وتظهر هذه الأرقام مسارا تصاعديا متزنا للقطاع، مدعوما باستثمارات تدريجية وإصلاحات هيكلية تهدف إلى تقوية البنية التحتية الصناعية. كما يلاحظ أن المغرب يواصل توسيع قاعدة إنتاجه المحلي، ما يفتح آفاقا لتعزيز تنافسيته الإقليمية، خصوصا في ظل الطلب المتزايد على المواد الأساسية في قطاعات البناء والصناعة.

وفي السياق الإقليمي، برزت الجزائر كقوة صاعدة في إنتاج الفولاذ، حيث سجلت خلال أبريل فقط إنتاجا قدره 460 ألف طن، بزيادة سنوية بلغت 31.4%, أما إجمالي إنتاجها خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة، فقد ارتفع بنسبة 27.6%. وحققت ليبيا بدورها نموا كبيرا بلغ 58.4%، بإنتاج وصل إلى 83 ألف طن، بينما بقي إنتاج تونس متواضعاً عند حدود 6 آلاف طن. وبذلك بلغ مجموع إنتاج منطقة شمال إفريقيا نحو 6.168 ملايين طن بين يناير وأبريل، أي ما يمثل 44% من الإنتاج العربي، بنمو إجمالي نسبته 6.5%.

وعربيا، ورغم تسجيلها تراجعا بنسبة 7.2% في أبريل، احتفظت مصر بصدارة الدول العربية المنتجة للفولاذ بإجمالي 3.443 ملايين طن خلال الأشهر الأربعة الأولى، ما يعادل ربع الإنتاج العربي تقريبا. وفي المقابل، سجلت السعودية 757 ألف طن في أبريل بانخفاض بلغ 6.1%. أما دول الخليج مجتمعة، فبلغ إنتاجها خلال نفس الفترة 6.6 ملايين طن، متراجعة بنسبة 2.8%، لكنها حافظت على الحصة الأكبر عربيا بنسبة 48%. وبقي إنتاج المشرق العربي مستقرا عند 1.1 مليون طن، مشكلا نحو 8% من مجمل الإنتاج العربي، في مشهد يبرز تفاوتا في الأداء بين مختلف المناطق وسط تحديات دولية متصاعدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

آثار أقدام تكشف عن أقدم زواحف الأرض في أستراليا

المنشور التالي

من باريس إلى القنيطرة: إمبراطورية “سهام” تعيد رسم خريطة استثماراتها من قلب إفريقيا

المقالات ذات الصلة