في خطوة استشرافية تعكس وعيًا متناميًا بأهمية الرقمنة والذكاء الاصطناعي، انعقد يوم الأربعاء 18 يونيو 2025، بدار الشباب الهرهورة، الجمع العام التأسيسي ل “المرصد المغربي للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي”، بحضور مجموعة من الأساتذة الجامعيين، والفاعلين الجمعويين، والخبراء المهتمين بقضايا التحول التكنولوجي بالمغرب.
جاء تأسيس هذا المرصد استجابة لحاجة وطنية إلى فضاء مستقل يواكب آثار الرقمنة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي على المستويات الاجتماعية، الاقتصادية، التربوية والقيمية، في سياق عالمي يتسم بتسارع الابتكار الرقمي وتزايد التحديات المرتبطة به. وقد شهد الجمع العام المصادقة على مشروع القانون الأساسي وانتخاب المكتب التنفيذي، حيث تم اختيار عبد الرحيم عنبي رئيسًا، وكمال كحلي كاتبًا عامًا، إلى جانب باقي الأعضاء الذين يمثلون تعددية في التخصصات والخبرات.
في كلمته الافتتاحية، أكد عبد الرحيم عنبي أن المرصد يشكل إضافة نوعية في المشهد الوطني، وسيساهم في رصد وتتبع التحولات الرقمية، من خلال إنتاج مؤشرات علمية، وتوفير قاعدة بيانات تفيد الباحثين وصناع القرار في تقييم أثر الذكاء الاصطناعي على الفرد والمؤسسة والمجتمع.
من جانبه، أوضح كمال كحلي، أن المرصد سينبني على ثلاثية واضحة: الفهم، التمكين، والتحصين؛ فالفهم يتجلى في تحليل السياسات الرقمية، أما التمكين فيرتبط بدعم قدرات الشباب والنساء في مجالات المستقبل، بينما يهدف التحصين إلى تعزيز التربية الرقمية ومواجهة الانعكاسات السلبية للتكنولوجيا.
وسيشتغل المرصد وفق مقاربة علمية تشاركية ترافعية، منفتحة على الجامعات، والإدارات العمومية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، مع إيلاء اهتمام خاص بقضايا العدالة الرقمية، الحقوق الرقمية، وتمكين الفئات الهشة.
كما يطمح المرصد إلى إصدار تقارير سنوية، تنظيم مؤتمرات وورشات، وإنشاء منصة رقمية تفاعلية ستُطلق قريبًا، تتيح للمواطنين والباحثين تتبع أنشطته والمساهمة في أوراشه المفتوحة. وستشكل هذه المنصة أداة استراتيجية لتعزيز الوعي المجتمعي وتوسيع دائرة النقاش حول مستقبل الرقمنة والذكاء الاصطناعي بالمغرب.
