تستعد وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” لإطلاق مشروع طموح لبناء مفاعل نووي على سطح القمر، وفق ما كشفه موقع “بوليتيكو” الإخباري أول أمس الإثنين 4 غشت 2003, استنادا إلى وثائق داخلية للوكالة. وذكرت المصادر أن ناسا ستطلب خلال 60 يوما مقترحات من الشركات المتخصصة لإنشاء مفاعل بقدرة 100 كيلواط، بهدف تشغيله بحلول عام 2030. ومن المنتظر أن يعلن القائم بأعمال مدير الوكالة، شون دافي، عن هذه الخطط رسميا خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويأتي هذا المشروع في إطار سباق فضائي متصاعد بين الولايات المتحدة والصين، حيث تسعى الأخيرة إلى تنفيذ أول مهمة مأهولة إلى القمر في الفترة نفسها تقريبا. ويهدف المفاعل إلى توفير مصدر طاقة مستقر للمهمات المستقبلية على القمر، خاصة خلال الليل القمري الذي يمتد لنحو أسبوعين ويغيب خلاله مصدر الطاقة الشمسية، ما يجعل الحلول النووية خيارا عمليا لضمان استمرارية العمليات.
فكرة المفاعل النووي على القمر ليست وليدة اليوم، إذ سبق لروسيا أن طرحتها منذ سنوات، فيما كثفت ناسا أبحاثها مؤخرا لتطوير هذه التقنية. ويشكل المشروع جزءا من التحضيرات الأميركية للمرحلة المقبلة من استكشاف الفضاء، بما يضمن دعامة أساسية للبنية التحتية اللازمة لدعم وجود بشري طويل الأمد على القمر.
وتندرج هذه الجهود ضمن برنامج “أرتميس” الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء الأميركيين إلى القمر لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن، مع خطط لإنزال طاقم على سطحه بحلول 2027. ومع ذلك، شهد الجدول الزمني للمشروع عدة تأجيلات، ولا تزال تساؤلات قائمة حول استمرارية الدعم السياسي له، خاصة في ظل عدم وضوح موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من مواصلة تمويله.