أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائه نظيره الصيني شي جين بينغ في بكين يومه الثلاثاء 2 شتنبر 2025، أن العلاقات بين موسكو وبكين بلغت “مستوى غير مسبوق”، في إشارة إلى التقارب المتسارع بين البلدين منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. وجاء اللقاء في إطار زيارة بوتين لحضور عرض عسكري ضخم سيقام غدا الأربعاء إحياء لذكرى استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، بمشاركة عدد من القادة بينهم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وخلال المباحثات التي بثت مباشرة، شدد بوتين على الطابع الإستراتيجي للعلاقات الثنائية، قائلا: “لقد كنا سويا على الدوام، ونحن سويا الآن”. في المقابل، عبر شي جين بينغ عن تطابق الرؤى بين الجانبين في قضايا الأمن والتنمية، وسط حرص البلدين على تقديم نفسيهما كقطب بديل في مواجهة النفوذ الغربي.
وكان الرئيسان قد استغلا افتتاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة تيانجين شمال الصين، لتوجيه انتقادات حادة للغرب. ودعا شي إلى إقامة نظام عالمي قائم على “العدالة”، محذرا من العودة إلى “عقلية الحرب الباردة” وسياسات الكتل والترهيب، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة وحلفائها. من جانبه، حمل بوتين الدول الغربية مسؤولية إشعال الحرب في أوكرانيا، معتبرا أن تدخلاتها أدت إلى تفاقم النزاع.
ويثير هذا التقارب الروسي الصيني قلق العواصم الغربية، التي تتهم بكين بدعم موسكو سياسيا واقتصاديا في نزاعها مع كييف، رغم إعلانها الحياد. وتؤكد الصين أن استمرار الغرب في تسليح أوكرانيا يطيل أمد الحرب، بينما ترى موسكو أن تعزيز تحالفها مع بكين يمنحها سندا استراتيجيا في مواجهة الضغوط والعقوبات الغربية.