موريتانيا اليوم: ملامح بلد يتغير وسط التحديات

موريتانيا، المعروفة رسميًا بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، تقع في شمال غرب إفريقيا، وتغطي مساحة تبلغ 1,030,700 كيلومتر مربع، مما يجعلها واحدة من أكبر الدول الإفريقية من حيث المساحة. تتميز بتنوع جغرافي يشمل الصحراء الشاسعة والسواحل الأطلسية الممتدة.

وفقًا لنتائج الإحصاء العام للسكان والمساكن الذي أُجري نهاية عام 2023 وبداية عام 2024، بلغ عدد سكان موريتانيا 4,927,532 نسمة، مقارنة بـ3,537,368 نسمة في عام 2013، مما يشير إلى معدل نمو سنوي يبلغ 3.1%. وتُظهر البيانات أن 53% من السكان تقل أعمارهم عن 20 عامًا، و41.5% دون سن 15 عامًا، مما يعكس هيكلًا سكانيًا فتيًا. كما تمثل النساء 51.8% من إجمالي السكان.

تُظهر نتائج التعداد أن نحو ثلث سكان موريتانيا يقيمون في العاصمة نواكشوط، بنسبة 29.4%. وتصدرت ولاية نواكشوط الجنوبية قائمة الولايات من حيث عدد السكان بـ627,415 نسمة، تليها ولاية الحوض الشرقي بـ625,643 نسمة، ثم نواكشوط الشمالية بـ614,465 نسمة. ويُلاحظ أن عدد البدو الرحل لا يتجاوز 19,523 شخصًا، مما يشير إلى تحول كبير نحو الاستقرار الحضري.

في الربع الثالث من عام 2024، سجل الاقتصاد الموريتاني نموًا بنسبة 1%. وبلغ معدل التضخم في فبراير 2025 حوالي 2.3%. أما معدل البطالة، فقد سُجل بنسبة 12.2% في عام 2019. وفي الربع الرابع من عام 2024، بلغ العجز في الميزان التجاري 9,210 مليون أوقية جديدة.

يعيش حوالي 41% من السكان في المناطق الريفية، ويعتمد نصفهم على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل، حيث تُساهم الزراعة بنسبة 25% من الناتج المحلي الإجمالي. ورغم تحقيق اكتفاء ذاتي في إنتاج اللحوم الحمراء والأسماك، تستورد موريتانيا نحو 60% من المواد الغذائية الأساسية الأخرى، مثل الأرز والخضروات والسكر والزيوت.

تواجه موريتانيا تحديات بيئية كبيرة، حيث تغطي الصحراء أكثر من ثلثي مساحتها، مما يجعلها عرضة لتغيرات المناخ التي تزيد من حدة الجفاف والفيضانات، وتؤثر سلبًا على المراعي والموارد الطبيعية. كما أن الفقر لا يزال منتشرًا، خاصة في المناطق الريفية، حيث يعيش 74% من الفقراء، مع تسجيل معدلات فقر تصل إلى 44.4% في المناطق الجنوبية.

باختصار، تُظهر الإحصائيات الحديثة أن موريتانيا تشهد نموًا سكانيًا ملحوظًا وتحولات ديموغرافية واقتصادية مهمة، مع استمرار التحديات البيئية والاجتماعية التي تتطلب جهودًا مستمرة للتغلب عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

أصالة نصري: رحلة فنية بصوت لا يُنسى

المنشور التالي

كأس إفريقيا U17 المغرب 2025… بداية الحلم القاري للمواهب الصاعدة

المقالات ذات الصلة