في فلسطين، يحمل شهر رمضان معه تقاليد غذائية متوارثة تختلف بين المناطق، حيث تُفتتح موائد الإفطار بأطباق “الأخضر” أو “الأبيض”، في إشارة إلى الملوخية الخضراء أو اللبن المطبوخ. في الخليل، تبدأ العائلات وجبتها بالملوخية إلى جانب العجة، بينما يُحجز اللبن لأطباق الولائم التي تأتي لاحقًا. أما في نابلس، فيكون “العكوب باللبن” هو الطبق الرمضاني الأول، نظرًا لتزامن الشهر مع موسمه، فيما يفضل أهل جنين اللبن المطبوخ مع الأرز كنوع من التفاؤل بأيام سعيدة. وفي القدس، يسود نفس التقليد، حيث يحرص الكثيرون على تحضير الملوخية أو “اللبنية” كجزء من الموروث الرمضاني.
في مناطق الجليل، تبقى الملوخية الخضراء الطازجة علامة افتتاح الشهر، بينما تفضل مخيمات اللاجئين أطباقًا تعكس تنوع أصول سكانها، مثل ورق العنب والمحاشي أو المفتول والكشكة. أما على صعيد الحلويات، فإن القطايف تزين موائد الإفطار يوميًا، فيما تُقدَّم “أصابع زينب” في الولائم الكبيرة لسرعة تحضيرها وكثرة الضيوف. وبينما تظل أطباق مثل المقلوبة مؤجلة لما بعد الأيام الأولى، يعود حساء العدس في بعض المناطق كتقليد قديم للحفاظ على الصحة طوال الشهر.