احتضنت العاصمة الرباط، اليوم الثلاثاء، فعاليات النسخة الثانية من الندوة المغاربية حول “الإعلام والقضايا الكبرى في المنطقة المغاربية”، التي نظمها المنتدى المغربي للصحافيين الشباب بشراكة مع الشبكة المغاربية لحرية الإعلام. وشارك في هذا الحدث الإعلامي الإقليمي صحافيون وباحثون وحقوقيون من مختلف دول المغرب العربي، بهدف مناقشة التحديات المشتركة التي تواجه الإعلام المغاربي، وتعزيز التعاون المهني في خدمة حرية الصحافة وبناء وعي جماعي مشترك يتجاوز الحدود السياسية والجغرافية.
وأكد سامي المودني، رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب ومنسق الشبكة المغاربية لحرية الإعلام، أن هذه الندوة “ليست مجرد لقاء أكاديمي أو مهني، بل محطة للتفكير الجماعي في مصيرنا الإعلامي المشترك، وفرصة لإعادة تعريف وظيفة الصحافة كأداة للوعي والتنوير ورافعة للدفاع عن كرامة الإنسان”. وأضاف أن انعقاد اللقاء في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة يعكس الحاجة إلى “إعلام مسؤول يسهم في تجاوز الأزمات السياسية والاقتصادية، ويبني سردية مغاربية موحدة حول الحرية والعدالة والتكامل الإقليمي”.

وفي سياق متصل، شدد المودني على أن “الوحدة المغاربية ليست شعارا سياسيا، بل مشروع حضاري مشترك يقوم على الحرية والكرامة والمسؤولية”، مذكراً بخطاب الملك محمد السادس الذي دعا فيه إلى “حوار أخوي صادق بين المغرب والجزائر لتجاوز الخلافات وبناء علاقات جديدة تقوم على الثقة وحسن الجوار”. وأبرز أن قرار مجلس الأمن الأخير حول الصحراء المغربية “يشكل لحظة مفصلية تعزز واقعية مبادرة الحكم الذاتي وتفتح آفاقاً جديدة لتجديد الحلم المغاربي على أسس من الاستقرار والاحترام المتبادل”.
من جهته، قال أحمد أمدجار، ممثل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إن المنتدى وشركاءه “طرحوا بشكل صريح الإشكاليات التي تؤرق الفاعلين في المشهد الإعلامي المغاربي، من الوصول إلى المعلومة إلى تمويل المقاولات الصحفية”. ودعا إلى تطوير الإطار القانوني المنظم للمهن الإعلامية وضمان حرية الصحافة، مؤكداً أن “الإعلان يمكن أن يكون وسيلة للنهوض بالمجتمع إذا ابتعد عن الدعاية وخطابات الكراهية، وعكس قيم الأخوة وحسن الجوار”.
أما منى المصمودي، ممثلة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فأكدت أن الإعلام والنساء العاملات فيه “يشكلن أحد أعمدة الدفاع عن الحقوق والحريات”، مشيرة إلى أن الصحافيات في المنطقة “يواجهن تحديات حقيقية، بينها التضييق والتمييز والعنف”. من جانبها، حذرت حفصة مكوار، مسؤولة برنامج الاتصال والمعلومات بمكتب اليونسكو في المغرب العربي، من استمرار الممارسات التي تستهدف الصحافيين، مذكّرة بأن “حرية التعبير تظل العمود الفقري لأي مجتمع يسعى للنهوض والتطور”، وأن التحول الرقمي يفرض تحديات جديدة تتعلق بالملكية الفكرية والرقابة التكنولوجية وحماية الكفاءات الإعلامية في العصر الرقمي.