عرف الملعب الكبير لمراكش حلة جديدة بعد انتهاء المرحلة الأولى من أشغال التأهيل التي استمرت 18 شهرا، لتجعل منه واحدا من أبرز المنشآت الرياضية على الصعيدين الوطني والقاري. هذه الأشغال، التي بلغت كلفتها حوالي 400 مليون درهم (42 مليار سنتيم)، جاءت في إطار استعدادات المغرب لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025.
وشملت عملية التأهيل تجديد أرضية الملعب بالكامل وتطوير مختلف المرافق الرياضية والإدارية، بما في ذلك المستودعات والمنطقة المختلطة والفضاءات الإعلامية ورفع الطاقة الاستيعابية إلى 41 ألف مقعد مخصص للجمهور. كما تم إنشاء مطعم بانورامي يتسع لـ180 مقعدا، وتجديد جميع مقاعد المدرجات بأخرى أكثر اتساعا وراحة، مع تجهيز 7 قاعات لكبار الشخصيات و15 مقصورة خاصة.
وفي الجانب التقني، عرف الملعب رفع عدد البوابات الدوارة من 36 إلى 77، مما سيسمح بتقليص مدة انتظار المشجعين إلى دقيقة واحدة فقط عند الولوج إلى المدرجات، في انسجام تام مع معايير الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) والاتحاد الدولي (الفيفا). كما جهزت 4 ملاعب تدريبية تستوفي المعايير الدولية وتتوفر على مدرجات وإنارة عالية الجودة.
وأكد مدير تهيئة الملعب الكبير لمراكش، عبد الكريم بويلي في تصريح صحافي، أن المرحلة الأولى ركزت أساسا على مواءمة المنشأة مع معايير “الكاف”، بينما ستنطلق المرحلة الثانية مباشرة بعد انتهاء كأس أمم إفريقيا، لتتواصل حتى 2028. وستشمل إزالة مضمار ألعاب القوى، ورفع الطاقة الاستيعابية من 41 ألف إلى 46 ألف مقعد، إضافة إلى تغطية الملعب وتحويل تصميمه من مستطيل إلى مثمن، في أفق استضافة المغرب لكأس العالم 2030.
وسيكون الجمهور المراكشي على موعد مع اكتشاف هذه المنشأة الرياضية المتجددة يوم السبت المقبل في الساعة التاسعة مساء، خلال المباراة الودية التي ستجمع الكوكب المراكشي، العائد إلى القسم الأول من البطولة الوطنية الاحترافية، بالنجم الساحلي التونسي. مناسبة ستشكل فرصة لإبراز الوجه الجديد لـ”الجوهرة المعمارية” التي تعكس طموح المغرب في تنظيم كبرى التظاهرات الرياضية قارياً ودولياً.