شهد مهرجان البندقية السينمائي، مساء أمس السبت 6 شتنبر 2025، لحظة مفاجئة بفوز فيلم “Father Mother Sister Brother” للمخرج الأميركي المستقل جيم جارموش بجائزة الأسد الذهبي، متفوقًا على التوقعات التي رجحت فيلم “صوت هند رجب”. العمل الذي قدّم لوحة رقيقة عن العلاقات الأسرية في ثلاث مدن مختلفة، جذب الانتباه ببساطته واعتماده على الصمت والإيماءات أكثر من الحوار، ليؤكد مكانة جارموش كأحد أبرز رموز السينما المستقلة. وقد عبّر المخرج عن امتنانه للجنة التحكيم، مشيرًا إلى أن الفن يمكن أن يحمل رسالة سياسية دون شعارات مباشرة.
ورغم هذا الفوز، لم تغب غزة عن أجواء المهرجان. فقد حصد فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية الأسد الفضي، بعد أن أبكى الجمهور بتسجيلات صوتية حقيقية للطفلة هند التي لقيت حتفها تحت النيران الإسرائيلية في غزة. بن هنية أهدت الجائزة لعمال الهلال الأحمر الفلسطيني، مؤكدة أن الأهم من الجوائز هو أن يُشاهد الفيلم مرارًا كي يبقى صوت الطفلة رمزًا لمأساة يعيشها شعب كامل. العرض أثار موجة عاطفية عارمة تُرجمت بتصفيق استمر ثلاثًا وعشرين دقيقة، في لحظة اعتُبرت من الأقوى في تاريخ المهرجان.
كما حملت الدورة رسائل سياسية وإنسانية بارزة، من بيانات تضامن مع فلسطين إلى تظاهرات في شوارع ليدو، فيما ارتدى الفنانون دبابيس ولافتات داعمة. وفي موازاة ذلك، حصد الأميركي بيني صفدي جائزة أفضل مخرج، والإيطالي توني سيرفيلو جائزة أفضل ممثل، بينما نالت الصينية شين شي ليه جائزة أفضل ممثلة، والمغربية مريم التوزاني جائزة الجمهور عن “شارع مالقة”. واختُتم المهرجان برسالة من بطريرك القدس للاتين دعا فيها إلى إنهاء الحرب، وبعرض فيلم “الكلب 51”، لتبقى دورة هذا العام محفورة في الأذهان بجرأتها الفنية وحرارتها الإنسانية.
