أعلنت السلطات الإستونية، أول أمس الاثنين 26 ماي 2025، عن إصدار مذكرة توقيف دولية بحق مواطن مغربي يدعى خالدي، يبلغ من العمر 25 عاما، يشتبه في تورطه في واحدة من أخطر عمليات القرصنة الإلكترونية التي عرفتها البلاد. وتشير المعطيات الرسمية إلى أن العملية استهدفت قاعدة بيانات زبائن سلسلة صيدليات “Apotheka”، حيث نجح المشتبه فيه في اختراق نظام بطاقات العملاء، التابع لشركة “Allium UPI” المزودة بالخدمة، وتحميل بيانات حساسة دون إذن قانوني، في فبراير من العام الماضي.
وبحسب بلاغ مشترك صادر عن الشرطة الجنائية المركزية والنيابة العامة، فإن خالدي قد تمكن من الدخول إلى النظام عبر حساب إداري، ما أتاح له الوصول إلى معلومات شخصية تخص مئات الآلاف من المواطنين. وقد أصدرت محكمة مقاطعة هاريو أمرا رسميا باعتقاله، وتم إدراجه ضمن قوائم المطلوبين دوليا، في خطوة تهدف إلى توقيفه وتسليمه إلى إستونيا بمجرد تحديد مكانه.
وفي تصريح إعلامي، قال ريمو سالوبيولد، رئيس وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية، إن هذه الحادثة “تكشف عن هشاشة الأنظمة الرقمية حتى في الدول ذات البنية التكنولوجية المتقدمة”، مشددا على ضرورة تعزيز تدابير الحماية، وعلى رأسها المصادقة الثنائية. ومن جهته، اعتبر المدعي العام فاهور فيرتي أن هذه الواقعة تمثل “أحد أكبر الخروقات الأمنية في تاريخ إستونيا”، لكونها طالت بيانات ما يقارب نصف سكان البلاد، مما عمق المخاوف بشأن الأمن السيبراني والثقة في المؤسسات الرقمية.
وتأتي هذه العملية ضمن موجة هجمات إلكترونية متصاعدة استهدفت مؤسسات عامة وخاصة في إستونيا خلال السنوات الأخيرة. وبينما لم يتم حتى الآن تسجيل أي استغلال فعلي للبيانات المسروقة، تواصل السلطات تحقيقاتها لتحديد الأضرار وتفكيك شبكات القرصنة المتورطة، والتي يعتقد أن بعضها يرتبط بجهات أجنبية، من بينها مواطنون روس، والآن المواطن المغربي خالدي.
