في تحرك غير مسبوق، توجهت كبرى الصحف اليومية الأوروبية إلى بروكسل في خطوة تصعيدية ضد هيمنة شركات التكنولوجيا العملاقة المعروفة بـ”GAFAM” (غوغل، آبل، فيسبوك، أمازون، مايكروسوفت). ويقود هذا التحرك بيير لويتيه، المدير التنفيذي لمجموعة “Les Échos–Le Parisien”، الذي يعتبر أن الوقت قد حان لوضع حد لما وصفه بـ”الاستغلال الممنهج” للمحتوى الصحفي من طرف المنصات الرقمية دون تعويض عادل.
الناشرون الأوروبيون يطالبون المؤسسات الأوروبية بتفعيل وتنفيذ القوانين التي تضمن حماية الحقوق الرقمية للمؤسسات الإعلامية، وفرض مساهمة مالية عادلة من هذه الشركات مقابل إعادة نشر المحتوى الإخباري. ويشددون على أن استمرار الوضع الحالي يهدد مستقبل الصحافة الحرة والمستقلة، ويمنح قوة مفرطة لكيانات رقمية لا تخضع لنفس المعايير القانونية والتنظيمية.
وتتهم الصحف اليومية هذه الشركات بالاستفادة من المحتوى الصحفي لتحقيق أرباح ضخمة، في وقت تواجه فيه المؤسسات الإعلامية التقليدية أزمة مالية حادة نتيجة تراجع الإعلانات والإيرادات. وترى هذه الصحف أن الحل يمر عبر تدخل تشريعي أوروبي حازم يُعيد التوازن إلى الساحة الرقمية.
وتأتي هذه المعركة في وقت حرج، إذ تناقش مؤسسات الاتحاد الأوروبي ملفات تتعلق بتنظيم المحتوى الرقمي وحقوق النشر والشفافية في الخوارزميات. ويبدو أن ساحة بروكسل ستتحول في الأسابيع المقبلة إلى مركز حيوي لصراع قوي بين الإعلام التقليدي وسُلطات التكنولوجيا الكبرى.