في إقليمي الحوز وتارودانت، لا تزال العديد من الأسر تعيش في أوضاع قاسية منذ الزلزال الذي ضرب المغرب في شتنبر 2023، خصوصًا في منطقة الحوز التي شهدت خسائر بشرية كبيرة. هذه الأسر ما تزال تجد نفسها مضطرة للعيش في خيام فوق مرتفعات جبال الحوز وتارودانت.
الوضع أصبح أكثر صعوبة مع الهطول المستمر للأمطار والثلوج في شهر مارس 2025، مما أدى إلى غمر الخيام بالمياه، وتدمير ما بداخلها من أواني وثياب وأغطية. هذا الوضع الصعب قد تم توثيقه عبر مقاطع فيديو من قبل المتضررين، الذين تداولوا صورًا مؤلمة تكشف حجم المعاناة.
أثارت هذه الفيديوهات موجة من الغضب بين المواطنين على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من النشطاء عن استيائهم الشديد من عدم اتخاذ السلطات أي إجراءات جادة للتخفيف من معاناة هؤلاء المتضررين. واعتبروا أن الحكومة فشلت في توفير الحد الأدنى من الدعم للمواطنين بعد الزلزال. كما وجهوا انتقادات لاذعة بسبب تأخر عملية إعادة الإيواء، مما جعل مئات العائلات تعيش في أوضاع مأساوية لأشهر طويلة.
في السياق ذاته،أصدرت تنسيقية ضحايا “زلزال الحوز” بلاغًا للرأي العام يوم الثلاثاء 11 مارس 2025, تكشف فيه عن تصعيد نضالها واتخاذ قرار بالمشاركة في المسيرة الوطنية المزمع تنظيمها في مدينة مراكش. جاء في البلاغ أن التنسيقية، بعد معاناة طويلة ومريرة جراء التأخر في عملية الإيواء وتفاقم الأوضاع الإنسانية للمواطنين المتضررين، قررت الانخراط في هذه المسيرة الوطنية لتسليط الضوء على الأوضاع المزرية التي يعيشها المتضررون.
وذكر البلاغ أن المسيرة تأتي في سياق الضغط على الجهات المعنية من أجل تسريع عملية إعادة الإيواء، وتوفير حلول عاجلة وملموسة للأسر التي ما زالت تسكن في الخيام، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية التي تعرفها المنطقة.