لقي 20 فلسطينيا على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات بجروح، في ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء والساعات الأولى من يومه الأربعاء 6 غشت 2025، جراء انقلاب شاحنة تحمل مساعدات غذائية قرب مخيم النصيرات في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وأفاد جهاز الدفاع المدني بأن الحادث وقع بينما كان مئات المواطنين يتجمعون في المكان بانتظار المساعدات، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة وانعدام حاد للأمن الغذائي. وأوضح المتحدث باسم الجهاز أن الشاحنة انقلبت وسط الحشود، ما أدى إلى سقوط ضحايا معظمهم من سكان المناطق الأكثر تضررا.
وحمل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة القوات الإسرائيلية مسؤولية الحادث، موضحا في بيان أن الشاحنة أجبرت على سلوك طرق غير آمنة سبق أن تعرضت للقصف ولم تُؤهَّل للمرور. وأضاف أن الاحتلال “يعمد إلى هندسة الفوضى والتجويع” عبر منع تنظيم عملية توزيع المساعدات، وإجبار الشاحنات على المرور في مسارات مكتظة بالمدنيين الجائعين، ما يزيد من احتمالات وقوع كوارث مماثلة.
وأشار البيان إلى أن هذه المأساة تأتي في سياق ما وصفه بسياسة “التجويع الجماعي”، حيث تعرقل إسرائيل إدخال المساعدات بشكل منظم وتفرض قيودا على مساراتها، ما يدفع المحاصرين للتدافع في ظروف عشوائية وخطرة. وسبق أن شهد قطاع غزة حوادث مشابهة خلال الأشهر الأخيرة، أسفرت عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء، وسط تحذيرات منظمات إنسانية من أوضاع “كارثية وغير مسبوقة”.
ويواجه أكثر من مليوني شخص في غزة خطر المجاعة وفق تقديرات الأمم المتحدة، مع استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق معظم المعابر منذ أشهر. ودعا المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لضمان تدفق آمن ومستدام للمساعدات وفتح المعابر بشكل كامل، محملاً إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية تفاقم الأزمة. من جانبه، قال المفوض العام لـ”أونروا” فيليب لازاريني إن “الجوع بات القاتل الجديد في غزة”، مؤكدا ضرورة تقديم المساعدات بشكل آمن ودون عوائق وبكرامة، والسماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بعملها.
