محمد الحياني: عندليب المغرب وأيقونة الأغنية الكلاسيكية

محمد الحياني، مغني وممثل مغربي وُلد عام 1945 في مدينة الدار البيضاء، يُعتبر من أبرز أعمدة الأغنية المغربية الكلاسيكية. نشأ في بيئة فنية، حيث انتقل في صغره إلى الرباط وتربى تحت رعاية شقيقته الكبرى التي اكتشفت شغفه بالموسيقى. التحق بالمعهد الوطني للموسيقى والرقص، مما ساعده على تنمية موهبته الفنية.

بدأ الحياني مسيرته الفنية عام 1964 عندما انضم إلى كورال الإذاعة الوطنية المغربية. في عام 1968، قدّم أغنيته الشهيرة “من ضي بهاك” التي لحنها عبد القادر الراشدي وكتب كلماتها علي الصقلي، والتي لاقت استحسانًا واسعًا وأبرزت موهبته الغنائية. توالت نجاحاته بأغاني مثل “راحلة” عام 1970 من كلمات عبد الرفيع جواهري وألحان عبد السلام عامر، و”بارد وسخون” عام 1972.

إلى جانب الغناء، خاض الحياني تجربة التمثيل، حيث شارك في فيلم “دموع الندم” أواخر السبعينيات مع حمادي عمور وحبيبة المذكوري. تميزت مسيرته الفنية بعلاقته الوطيدة مع الملك الحسن الثاني، الذي أطلق عليه لقب “عندليب المغرب العربي” وأبدى إعجابه بأغانيه، خاصة “بارد وسخون”.

في أوائل التسعينيات، عانى الحياني من مشاكل صحية استدعت تدخلًا جراحيًا. ورغم نجاح العملية، تدهورت حالته الصحية مجددًا في عام 1996، مما أدى إلى وفاته في 23 أكتوبر 1996. ترك وراءه إرثًا فنيًا غنيًا بأغانٍ خالدة لا تزال تُردد إلى اليوم، مثل “من بعد الغربة”، “دموع الندم”، و”ياك الجرح برا”.

في عام 2012، تم عرض مسلسل “الحياني” الذي يسرد أهم محطات حياته الفنية والشخصية، وقام بتجسيد شخصيته الممثل أمين الناجي. ورغم معارضة عائلته للمسلسل ورفع دعوى قضائية ضد المخرج كمال كمال والشركة المنتجة، إلا أن العمل قدّم للجمهور لمحة عن حياة هذا الفنان الاستثنائي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

موائد إفطار الشرق الأوسط: رمضان في قطر.. تقاليد عريقة ونكهات أصيلة

المنشور التالي

غذا الإثنين أول أيام عيد الفطر بالمغرب

المقالات ذات الصلة