مجلس الأمن يصوت مجددا على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة

يشرع مجلس الأمن الدولي، يومه الخميس 18 شتنبر 2025، في التصويت على مشروع قرار جديد يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط إلى سكانه، وذلك بعد مرور 23 شهرا على اندلاع الحرب التي خلفت كارثة إنسانية غير مسبوقة. ويأتي هذا التصويت في وقت تؤكد فيه غالبية الدول الأعضاء على ضرورة تحرك المجتمع الدولي، رغم الفيتو الأميركي المتكرر الذي حال دون تبني قرارات مشابهة في السابق.

ويستند مشروع القرار الحالي إلى المناقشات التي أطلقها الأعضاء المنتخبون في المجلس نهاية غشت الماضي، عقب إعلان الأمم المتحدة رسميا عن وقوع مجاعة في القطاع المحاصر. وكانت النسخة الأولى من النص تطالب بإزالة فورية لجميع العوائق أمام إدخال المساعدات، غير أن فرنسا والمملكة المتحدة عبرتا عن تحفظات بشأن جدوى صدور قرار “إنساني بحت” عن هيئة يفترض أن تحافظ على السلم والأمن الدوليين، خاصة وأن الولايات المتحدة قد تعرقل تنفيذه.

وحسب مصادر إعلامية, يدعو النص, الذي سيطرح للتصويت في اليوم نفسه، إلى “وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة”، ويشدد في الوقت نفسه على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن. لكن احتمالات تمريره تبقى ضعيفة في ظل المعارضة الأميركية المتوقعة، بعدما استخدمت واشنطن حق النقض في يونيو الماضي ضد مشروع مشابه، لحماية إسرائيل من أي إدانة دولية.

وفي المقابل، يؤكد عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين أن مجرد طرح المشروع يظل ضروريا، حتى وإن كان مصيره الفشل، لأن “عدم القيام بشيء سيكون الخيار الأسهل بالنسبة للولايات المتحدة”، على حد تعبير أحدهم. ويرى هؤلاء أن استمرار المحاولات يُظهر على الأقل أن المجتمع الدولي يسعى للضغط من أجل وقف الحرب وتخفيف معاناة سكان غزة، رغم الصعوبات التي يفرضها الموقف الأميركي.

فمنذ السابع من أكتوبر 2023، أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وتشريد الغالبية العظمى من سكان القطاع الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة. ورغم تخفيف محدود للحصار منذ نهاية ماي الماضي، ما تزال المساعدات تصل بكميات غير كافية، فيما يؤكد خبراء الأمم المتحدة أن مجاعة تضرب أجزاء من القطاع. وفي ظل الاتهامات الأممية لإسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” والمذكرات الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق قادة إسرائيليين، يظل مجلس الأمن عاجزا عن تبني موقف موحد لوقف نزيف الدم في غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

حريق يندلع في وحدة لإنتاج البيض بالرحامنة

المنشور التالي

ثلاثة دراجين مغاربة يشاركون في بطولة العالم للسباقات على الطريق برواندا

المقالات ذات الصلة