مجزرة جديدة تهزّ مخيمات تندوف وتسفر عن سقوط ضحايا مدنيين

استفاقت مخيمات تندوف، صباح أمس الأربعاء 9 أبريل 2025، على وقع مجزرة دامية راح ضحيتها مدنيون صحراويون كانوا ينقبون عن الذهب قرب دائرة العركوب التابعة لما يسمى بمخيم الداخلة. وأسفر الهجوم، الذي شنّته دورية تابعة للجيش الجزائري، عن مقتل الشاب سيد أحمد بلالي وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة، ثلاثة منهم في حالة حرجة، بعدما تمت مطاردتهم من جنوب المخيمات إلى تخوم المنطقة السكنية. وتأتي هذه الفاجعة لتعيد إلى الواجهة التوتر المتصاعد داخل المخيمات، خاصة وأنها ليست الحادثة الأولى من نوعها، فعامي 2022 و2024 وقعت حوادث مماثلة، ما أدى إلى فقدان عشرة لاجئين شباب ممن أجبرهم غياب فرص العمل على البحث عن لقمة العيش، حتى لو كان ذلك ينطوي على مخاطر على حياتهم.

وفي هذا السياق، وجهت حركة “صحراويون من أجل السلام”، المنشقة عن جبهة البوليساريو، رسالة عاجلة إلى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، نددت فيها بشدة باستهداف القوات الجزائرية للاجئين الصحراويين. وأكدت الحركة في مراسلتها أن  الهجوم وقع أمس بالقرب من “مخيم الداخلة” على بعد 160 كيلومترا من شرق تندوف، ما يشكّل خرقاً لاتفاق سابق بين البوليساريو والسلطات الجزائرية يقضي بعدم تنفيذ تدخلات عسكرية في هذا النطاق دون تنسيق. الحادث تسبب كذلك في اندلاع مناوشات عنيفة بين سكان المخيم ووحدات الجيش الجزائري، وسط حالة من الغضب والاحتقان الشعبي، لا سيما في ظل تكرار هذه الانتهاكات دون محاسبة.

ودعت الحركة، التي تعتبر نفسها بديلاً تفاوضياً عن القيادة الحالية للبوليساريو، المنتظم الدولي إلى التدخل العاجل لحماية اللاجئين الصحراويين، خاصة عبر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والعمل على تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية. كما شددت على ضرورة تسريع وتيرة الحل السياسي لقضية الصحراء، مطالبة بإشراكها كطرف ثالث في العملية التي تقودها الأمم المتحدة، من أجل الدفع نحو تسوية تنهي معاناة آلاف الصحراويين العالقين في ظروف إنسانية صعبة بمخيمات تندوف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

في الجزائر المهاجرون الأفارقة في خطر…

المنشور التالي

أشبال الأطلس يزأرون بثلاثية ويبلغون مربع الكبار في عرس القارة

المقالات ذات الصلة