في الأول من أبريل من كل عام، يحتفل الملايين حول العالم بما يُعرف بـ”كذبة أبريل”، وهو تقليد قديم يقوم فيه الناس باختلاق الأكاذيب أو المقالب بهدف المرح والمزاح. ورغم طرافة هذا اليوم، إلا أن أصله الحقيقي لا يزال محل جدل بين المؤرخين، إذ لا يوجد اتفاق واضح على من أين بدأت هذه العادة أو كيف انتشرت بهذا الشكل الواسع.
واحدة من أكثر النظريات شيوعاً تعود إلى فرنسا في القرن السادس عشر، حيث كانت البلاد تحتفل برأس السنة في نهاية مارس. لكن بعد اعتماد التقويم الغريغوري عام 1582، أصبحت بداية السنة في الأول من يناير. ومع ذلك، استمر بعض الناس في الاحتفال ببداية السنة القديمة في أبريل، فصاروا هدفاً للسخرية والمقالب، مما اعتبره البعض نقطة انطلاق لما يُعرف اليوم بكذبة أبريل.
نظرية أخرى تشير إلى جذور أبعد من ذلك، حيث ربط البعض هذا اليوم بمهرجانات رومانية قديمة مثل “هيلاريا”، وهي احتفالات كانت تُقام في نهاية مارس ويُمارس فيها التنكر والضحك والمزاح. بينما يرى آخرون أن تقلبات الطقس في بداية الربيع قد تكون ألهمت الناس بهذا النوع من المزاح، باعتبار أن الطبيعة تخدعنا أحياناً بمظاهرها المتقلبة.
وتتنوع تقاليد هذا اليوم من بلد لآخر. ففي فرنسا، يطلقون على هذا اليوم اسم “سمكة أبريل”، حيث يلصق الأطفال رسومات لأسماك على ظهور أصدقائهم دون أن يشعروا. أما في بريطانيا، فتُعتبر المقالب مقبولة فقط حتى منتصف النهار، ومن يواصلها بعد ذلك يُنظر إليه باعتباره أحمقاً. وفي بعض الدول، تشارك حتى وسائل الإعلام في هذه المناسبة من خلال نشر أخبار خادعة وطريفة.
ورغم أن كذبة أبريل تهدف في الأساس إلى التسلية، إلا أن بعض الأكاذيب قد تتجاوز حدود المزاح وتؤدي إلى الإزعاج أو الأذى، مما يجعل البعض يدعو إلى ممارسة هذه العادة بروح المسؤولية والاحترام. ففي نهاية المطاف، هو يوم يُذكرنا بأهمية الضحك وخفة الظل، شرط ألا تكون على حساب مشاعر الآخرين.