مالي تفتح تحقيقا بعد اسقاط طائرة درون.. هل تتحول سماء دول الساحل الى ساحة حرب؟

في خطوة جديدة تعكس تصاعد التوترات الأمنية في منطقة الساحل، أعلنت السلطات المالية عن فتح تحقيق قضائي في حادث إسقاط طائرة مسيرة “درون” عسكرية قرب حدودها مع الجزائر، ويتزامن هذا مع تزايد المخاوف من تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية لمالي، ووسط اتهامات متبادلة بين الدول المجاورة حول دعم الجماعات المسلحة، كما ان الحادث يبرز مدى تعقيد العلاقات بين الجزائر ومالي، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الأمن الإقليمي في منطقة باتت مسرحا لصراعات القوى الإقليمية والدولية.

وفي هذا الصدد صرح خبير العلاقات الدولية أحمد نور الدين لموقع THE PRESS أن الأيادي الأجنبية التي تعبث بأمن دول الساحل كثيرة، وكل جهة لها حساباتها الخاصة التي تريد تصفيتها على أرض الساحل والصحراء، مؤكدا أن هذه التدخلات ليست جديدة في السياسة الدولية حيث تلجأ القوى الكبرى والإقليمية إلى الحروب بالوكالة لتوسيع نفوذها، ملفتا إلى أن التغيرات الجيوسياسية في المنطقة والعالم قد تساعد على اندلاع أعمال حربية في المنطقة التي تحولت إلى ساحة لمواجهة قوى دولية مثل روسيا وفرنسا والصين.

وأضاف الخبير أن الجزائر متهمة من قبل الحكومة المالية بدعم الحركات الإرهابية والانفصالية في المنطقة، وهو ما يتجسد في حادث إسقاط الطائرة المسيرة في المجال الجوي المالي، وهو ما وصفه بـ”انتهاك صارخ لسيادة مالي”. مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة، مثل تنظيم “القاعدة” و”الموقعون بالدم” أسسها أو قادها جزائريون مثل عبد المالك درودكال والمختار بلمختار، وهذه التنظيمات تسببت في نشر الفوضى والعنف في دول الساحل.

وفيما يتعلق بالتداعيات المحتملة أوضح الخبير أن السيناريوهات المستقبلية قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية بين الجزائر ودول الساحل، مؤكدا أن الجيوش النظامية في هذه البلدان قد تتبع مبدأ “العين بالعين” في ردود فعلها، مضيفا أن هذه المواجهات إذا حدثت ستكون غير متوازية، وهو ما قد يعرض الجزائر لخطر كبير في مواجهة قوات تعمل بتكتيكات حرب العصابات وتجعل من مالي مقبرة للجيش الجزائري.

كما دعا الخبير احمد نور الدين المغرب إلى التحرك بشكل حازم ومغادرة مقاعد المتفرجين، مشيرا إلى أن دول الساحل تطلب رسميا الدعم العسكري والاقتصادي من المغرب لتجاوزمحنتها. مؤكدا أن المغرب يمتلك فرصة تاريخية لدعم استقرار المنطقة، ومشددا على أن تحركاته يجب أن تكون بعيدة عن أي صراع مباشرمع الجزائر، والتي وصفها بأنها دولة تعمل على نشر الفوضى في المنطقة كخيار استراتيجي للهيمنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

بايتاس: الهجمات السيبرانية “فعل إجرامي” ومحاولة للتشويش على انتصارات المغرب

المنشور التالي

حسن طارق يقود انطلاقة جديدة للوساطة المؤسساتية ويضع الجهوية في قلب الأولويات

المقالات ذات الصلة