شهدت الساحة السينمائية المغربية خلال السنوات الأخيرة بروز ثلاثي فني استثنائي بات يشكل الضمانة الأساسية لتحقيق النجاح في شباك التذاكر، وهم الممثلة ماجدولين الإدريسي، والممثلان عزيز داداس ورفيق بوبكر. هؤلاء النجوم الثلاثة تمكنوا من فرض أسمائهم كأكثر الوجوه طلباً من قبل المنتجين، مستفيدين من شعبيتهم الواسعة وقدرتهم على استقطاب الجمهور، حتى أصبح حضورهم في أي فيلم مؤشراً قوياً على تحقيق إيرادات مرتفعة.
ففي عام 2024 وحده، عرض للثلاثي ما مجموعه 11 فيلما في القاعات السينمائية المغربية، تصدرت جميعها قائمة الإنتاجات الأعلى دخلا، في منافسة لا تقتصر على باقي الممثلين فحسب، بل تمتد بينهم أنفسهم في أكثر من عمل يعرض في الفترة ذاتها. ولعل أبرز الثنائيات الناجحة كانت بين ماجدولين الإدريسي وعزيز داداس، إذ حقق فيلمهما “أنا ماشي أنا” أكثر من 18 مليون درهم، متربعا على عرش المداخيل، إلى جانب نجاح أفلام أخرى مثل “على الهامش” و”البطل” و”الحنش”.
وفي المقابل، حافظ رفيق بوبكر على حضوره المكثف في المشهد السينمائي المغربي، إذ شارك خلال سنة 2024 في سبعة أفلام، جميعها حققت نتائج جيدة على مستوى الإيرادات. ومن أبرز هذه الأعمال فيلم “ضاضوس” الذي جمعه بماجدولين الإدريسي وسجل أكثر من 8.7 ملايين درهم، وفيلم “لي وقع في مراكش يبقى في مراكش” بأزيد من 5.7 ملايين درهم، بالإضافة إلى “جوج”، “هوليود سمايل”، و”باي باي فرنسا”.
وتوضح هذه الأرقام أن الكوميديا التجارية تتربع على عرش شباك التذاكر في المغرب، بعدما عجزت الإنتاجات الدرامية والروائية عن مجاراة الإقبال الجماهيري، لتخرج سريعا من سباق المشاهدات. أنا المنتجون المغاربة، فقد وجدوا في ثلاثي الإدريسي وداداس وبوبكر الورقة الرابحة التي تضمن عوائد مالية مهمة، وتحافظ على دوران عجلة القاعات السينمائية، وسط منافسة قوية بين أعمالهم على مدار العام.
غير أن هذا النجاح التجاري لا يخلو من الجدل، إذ يتعرض الثلاثي لانتقادات فنية متواصلة بدعوى السقوط في النمطية وتكرار الأداء بسبب الحضور المكثف في أكثر من عمل سنويا. ويرى بعض النقاد أن المنتجين يستغلون شهرة هؤلاء النجوم لتسويق أفلام تفتقر في أحيان كثيرة إلى الجودة الفنية، وتعتمد على وصفات تجارية مكررة، ما يحرم الجمهور من أعمال تحمل عمقا في المعالجة وتجديدا في الطرح، ويطرح تساؤلات حول مستقبل السينما المغربية بين منطق السوق ومتطلبات الإبداع.