تقع ليبيا في شمال قارة أفريقيا، وتُعدّ رابع أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحتها حوالي 1.76 مليون كيلومتر مربع، وتطلّ على البحر الأبيض المتوسط من الشمال، وتحدّها ست دول: مصر، السودان، تشاد، النيجر، الجزائر وتونس. العاصمة هي طرابلس، وتُعدّ إلى جانب بنغازي من أهم المدن الليبية من حيث الكثافة السكانية والنشاط الاقتصادي.
يبلغ عدد سكان ليبيا نحو 7.1 مليون نسمة حسب تقديرات 2024، وأغلب السكان من العرب والأمازيغ. اللغة الرسمية هي العربية، إلى جانب استخدام الأمازيغية في بعض المناطق. يُعدّ الإسلام الدين الرسمي في البلاد، وتلعب التقاليد القبلية والعشائرية دوراً كبيراً في البنية الاجتماعية والسياسية.
تمتلك ليبيا أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا، ويُشكّل النفط أكثر من 95٪ من عائدات التصدير. يُعدّ الاقتصاد الليبي ريعيّاً بشكل كبير، حيث تعتمد البلاد بشكل شبه كلي على صادرات النفط والغاز. وعلى الرغم من الثروة النفطية، تعاني البلاد من مشكلات اقتصادية كبيرة بسبب الصراعات الداخلية وعدم الاستقرار السياسي، مما أثر على البنية التحتية والخدمات العامة.
منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، تعيش ليبيا حالة من الانقسام السياسي والصراع المسلح بين حكومات متنافسة ومجموعات مسلّحة. وقد حاولت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التوسط في العديد من المبادرات السياسية، إلا أن الطريق إلى الاستقرار لا يزال طويلاً. ورغم ذلك، توجد حالياً بوادر تقارب سياسي، وبدأت بعض المؤسسات الوطنية تعمل على توحيد الصفوف وتحقيق المصالحة.
رغم التحديات، تبقى ليبيا دولة ذات إمكانيات هائلة بفضل ثرواتها الطبيعية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي. يُعوّل الكثير من الليبيين على استقرار سياسي دائم يعيد بناء الدولة ويُعيد الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، ويفتح المجال أمام الاستثمار والتنمية المستدامة. فليبيا، برغم الجراح، لا تزال قادرة على النهوض والازدهار إذا ما تحقق السلام الحقيقي.