كاميرا الحكم, التسلل الذكي..تعديلات تحكيمية جديدة في كأس العالم للأندية 2025”

في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز تجربة المشاهدة وتحسين جودة البث، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” عن سلسلة من التحديثات التقنية التي ستشهدها بطولة كأس العالم للأندية 2025، التي تستضيفها الولايات المتحدة وتنطلق السبت المقبل بلقاء الأهلي المصري وإنتر ميامي الأميركي. ومن أبرز هذه الابتكارات نجد إدخال “كاميرا الحكم” المثبتة على الجسم، واستخدام تقنية “التسلل شبه الآلي المحسنة”، إلى جانب تعديل قانون حراس المرمى، في ما يبدو أنه مخطط ممنهج لتحديث تجربة اللعبة وتحقيق أقصى درجات التفاعل مع الجمهور.

وسيرتدي الحكام في هذه النسخة كاميرات دقيقة مدمجة في سماعات أذنهم، قادرة على نقل لقطات من منظور الحكم نفسه، في تجربة بصرية جديدة للمشاهدين. لكن “فيفا” أكد أن هذه التقنية ستستخدم فقط في عرض اللقطات غير المثيرة للجدل، مثل تسجيل الأهداف أو التصديات الحاسمة، ولن تشمل لحظات حساسة كاحتساب ركلات الجزاء أو قرارات الطرد. ووفقا لرئيس لجنة الحكام بييرلويجي كولينا، فإن الهدف هو تقديم تجربة بصرية مبتكرة لجماهير التلفزيون، على أن يتم تقييم التجربة لاحقا وتوسيع نطاقها وفقا للنتائج.

أما البث المباشر للكاميرات سيتم عبر شبكة اتصال خاصة تعمل بتقنية الجيل الخامس (5G)، ترسل الصور من الحكم إلى فريق إنتاج المباراة، غير أن هذا البث سيظل محصورا في ستة ملاعب فقط معتمدة من دوري كرة القدم الأميركية. وإلى جانب هذا الابتكار، سيتاح لجماهير الملاعب مشاهدة لقطات تقنية “الفار” مباشرة على الشاشات العملاقة، مع إعلان القرار النهائي من قبل الحكم عبر نظام مخاطبة الجمهور والبث التلفزيوني، في خطوة إضافية لتعزيز الشفافية والانخراط الجماهيري.

ومن جهة أخرى، ستشهد البطولة استخدام نسخة مطورة من تقنية “التسلل شبه الآلي”، تعتمد على 16 كاميرا متصلة بخوارزميات ذكاء اصطناعي، ترسل إشارة صوتية فورية إلى الحكم المساعد عند لمس لاعب الكرة في وضعية تسلل. ويتوقع أن تقلل هذه الآلية من حالات اللعب التي تستمر رغم وجود تسلل واضح، وتسرع من عملية اتخاذ القرار دون الحاجة إلى مراجعات طويلة ومعقدة.

وأخيرا، أدخل تعديل جديد على قانون حراس المرمى، إذ بات يحق لهم الاحتفاظ بالكرة لمدة 8 ثوان بدلا من 6، على أن يتم إنذارهم بعد مرور 5 ثوان عبر عد تنازلي يظهره الحكم بأصابعه. ويأتي هذا التعديل في إطار الجهود الرامية إلى تنظيم إيقاع اللعب ومنع تضييع الوقت، بما يتماشى مع الفلسفة العامة للتغييرات الجديدة مع منح الجمهور تجربة أوضح وأكثر تفاعلً مع اللعبة.

ورغم الحماس المصاحب لهذه التحديثات، تطرح تساؤلات وتبدي بعض الأطراف تخوفا من تأثيرها على طبيعة اللعبة وأدوار الحكام التقليدية والتقدير البشري، ما قد يفقد التحكيم جزءا من مرونته الإنسانية التي لطالما كانت جزءا من جدل اللعبة وسحرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

كوريا الجنوبية توقف بث مكبرات الصوت الحدودية تنفيذًا لتعهد الرئيس الجديد

المنشور التالي

شواطئ المغرب تواصل ريادتها عربيا وإفريقيا..اللواء الأزرق في 33 موقعا خلال صيف 2025

المقالات ذات الصلة