بعد أشهر من غيابها عن الأنظار إثر خسارتها في الانتخابات الرئاسية، تبرز كامالا هاريس مجددا من خلال تقارير إعلامية تفيد بأنها تدرس الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا. وبحسب ما نقلته صحيفة “واشنطن بوست”، فإن هاريس لم تحسم قرارها بعد، لكنها تعتزم اتخاذه خلال أواخر الصيف الجاري، وسط مؤشرات على أنها ما تزال تحتفظ بطموحات رئاسية، إذ تنوي دراسة الترشح عن الحزب الديمقراطي في انتخابات 2028.
وتواجه هاريس، التي كانت أول امرأة من أصول أفريقية وآسيوية تصل إلى منصب نائب الرئيس، تحديا مزدوجا يتمثل في إعادة بناء الثقة مع قاعدتها الانتخابية واستعادة الزخم السياسي. فمنذ عودتها إلى كاليفورنيا، حافظت على حضور خافت، لم تخرقه سوى رسالة مصورة وجهتها مؤخرا للناخبين، دعت فيها إلى مواجهة محاولات الجمهوريين لخفض تمويل البرامج الاجتماعية، دون أن تلمح بشكل مباشر إلى نواياها المستقبلية.
ولكن رغم الصمت النسبي، إلا أن النقاش حول موقع هاريس داخل الحزب الديمقراطي لا يزال حاضرا، بل ويتخذ أبعادا نقدية في بعض الأوساط اليسارية. فقد بدأ بعض المحللين يشيرون إلى هشاشة استراتيجيتها الانتخابية السابقة، متسائلين عن أسباب فقدانها تأييد شريحة واسعة من الطبقة العاملة، التي صوتت لصالح دونالد ترامب رغم سياسات الأخير المتشددة.
وفي هذا السياق، تبدو خطوة الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا ليست فقط محاولة لإعادة التموضع، بل أيضا لتقوية أوراقها على المدى الطويل استعدادا لمعركة رئاسية محتملة.