يُعد ناظم الغزالي أحد أبرز رواد الغناء العراقي الكلاسيكي، حيث أسهم بصوته العذب وأسلوبه المتميز في تشكيل ملامح الموسيقى العراقية في منتصف القرن العشرين. وُلد عام 1925 في بغداد، ونشأ في بيئة غنية بالفنون والتراث، مما أسهم في صقل موهبته الموسيقية منذ سن مبكرة.
تميز الغزالي بأداء المقام العراقي بأسلوب سلس وبسيط، ما جعله محبوبًا من قبل مختلف الشرائح المجتمعية، سواء داخل العراق أو في العالم العربي. قدم العديد من الأغاني الخالدة التي لا تزال تُردد حتى اليوم، مثل يا أم العيون السود، أحبك وأحب كل من يحبك، وهذا مو إنصاف منك. وتميزت أغانيه بنصوصهاالشعرية الرصينة وألحانها العذبة التي حافظت على روح الموسيقى التراثية مع لمسة تجديدية.
إلى جانب براعته في الأداء، كانت شخصية ناظم الغزالي الفنية متفردة، حيث استطاع أن يجمع بين الطابع التقليدي للأغنية العراقية والطابع العصري الذي ساهم في انتشارها عربيًا. كما ارتبط اسمه بالتعاون مع كبار الملحنين والشعراء العراقيين، مثل جميل بشير وعباس جميل، مما أثرى تجربته الفنية ومنحه بصمة مميزةفي تاريخ الموسيقى العربية.
على الرغم من مسيرته الفنية القصيرة نسبيًا، فقد تمكن الغزالي من تحقيق شهرة واسعة امتدت إلى خارج العراق، حيث لقيت أعماله استحسانًا كبيرًا في دول مثل مصر وسوريا ولبنان. وقد وُصف بصوته الحنون وإحساسه المرهف الذي جعله أحد أكثر المطربين تأثيرًا في تاريخ الأغنية العراقية.
توفي ناظم الغزالي عام 1963 عن عمر ناهز 38 عامًا، لكنه ترك إرثًا فنيًا خالدًا أثرى الذاكرة الموسيقية العربية. ويبقى اسمه رمزًا من رموز الطرب الأصيل، حيث لا تزال أغانيه تُردد بصوت يحمل عبق الماضي وأصالة الفن العراقي.