كاظم الساهر، فنان عراقي وُلد في مدينة الموصل عام 1957، يُعتبر من أبرز نجوم الغناء العربي في العقود الأخيرة. نشأ في عائلة بسيطة، وكان شغوفًا بالموسيقى منذ صغره، فتعلم العزف على العود وبدأ بكتابة الأغاني وتلحينها بنفسه. دخل المعهد الموسيقي في بغداد وبدأ يشق طريقه الفني بصبر واجتهاد حتى أصبح لاحقًا يُلقب بـ”قيصر الغناء العربي”.
انطلقت مسيرته الفنية الحقيقية في أواخر الثمانينات، لكن الانطلاقة القوية كانت مع أغنية “إني خيرتكِ فاختاري”، من كلمات الشاعر السوري نزار قباني، لتبدأ بعدها سلسلة من النجاحات التي جمعت بين صوته العذب وكلمات نزار الرومانسية. أصبحت أعماله علامة فارقة في الأغنية العربية، وأحبّه الجمهور في كل أنحاء الوطن العربي، لما في فنه من رقي وشاعرية.
تميّز كاظم بتلحين معظم أغانيه بنفسه، ما جعله فنانًا شاملاً يُعبّر عن إحساسه الخاص في كل عمل. ألبوماته مثل “مدرسة الحب”، “حافية القدمين”، و”كتاب الحب” حققت شهرة كبيرة، وجعلت منه نجمًا محبوبًا عبر الأجيال. كما أحيا مئات الحفلات في أكبر المسارح العربية والعالمية، وشارك في مهرجانات مرموقة كقرطاج، بيت الدين، ومهرجان جرش.
لم تقتصر شهرة كاظم الساهر على الغناء فقط، بل شارك أيضًا كمدرب في برنامج “The Voice” بنسخته العربية، حيث كان حضوره محط إعجاب الجمهور والمتسابقين على حد سواء. عُرف كاظم بأخلاقه الرفيعة وتواضعه، إلى جانب التزامه الفني وتمسكه بالهوية العربية في موسيقاه، رغم التطورات السريعة في عالم الفن.
اليوم يُعد كاظم الساهر رمزًا للرومانسية والأصالة، فنانًا استطاع أن يحافظ على مستواه الفني لعقود دون أن يبتعد عن جمهوره. بصوته الدافئ وكلماته الشاعرية، استطاع أن يترك بصمة لا تُنسى في قلوب محبّيه، ويظل حتى الآن أحد أعمدة الفن العربي المعاصر، وسفيرًا للحب والجمال من العراق إلى العالم.