كشفت صحيفة واشنطن بوست، أمس السبت 13 شتنبر 2025، تفاصيل جديدة عن تايلر روبنسون، الشاب البالغ من العمر 22 عاما، والمتهم بقتل الناشط المحافظ البارز تشارلي كيرك، في جريمة صدمت الأوساط السياسية الأميركية وأعادت النقاش حول التطرف والعزلة الاجتماعية لدى الشباب. روبنسون، الذي نشأ في عائلة “مسيحية مترابطة”، كان يواجه مستقبلا واعدا قبل أن ينقلب مساره رأسا على عقب.
روبنسون، القادم من ضواحي ولاية يوتا والذي يواجه الآن عقوبة الإعدام، تخرج من المدرسة الثانوية بمعدل 100% عام 2021، ما أهله للحصول على منحة دراسية كاملة من جامعة ولاية يوتا. لكن بعد فصل دراسي واحد فقط، ترك الجامعة بشكل مفاجئ، ليبدأ مسارا غامضا انتهى هذا الأسبوع على سطح مبنى، حيث عثر على بندقية بجوارها خراطيش رصاص منقوش عليها شعارات ورسائل سياسية.
وكشفت التحقيقات الأولية عن تفاصيل صادمة، إذ حملت بعض الرصاصات عبارات مناهضة للفاشية وأخرى مستوحاة من ثقافة الإنترنت والألعاب الإلكترونية. هذه الرموز عززت فرضية المحققين حول انغماس روبنسون في ثقافة رقمية ساخرة، امتزجت بخلفيات سياسية متوترة قد تكون ساهمت في تشكيل دوافعه.
وقد رسمت شهادات معارفه صورة متناقضة له؛ فبينما وصفه زميل عمل بالخجول والمنطوي، أكد جار له أنه نادرا ما شوهد خارج شقته. في المقابل، ذكر زميل دراسة سابق أن عائلته كانت من أشد المؤيدين للرئيس دونالد ترامب في انتخابات 2020، معتبرا أن تحول روبنسون “غير متوقع”.
وبعد مغادرته لجامعة ولاية يوتا، التحق روبنسون بالكلية التقنية في سانت جورج، حيث حصل على رخصة متدرب كهربائي عام 2022. لكن أحد أقاربه أبلغ المحققين أنه في الأشهر الأخيرة أظهر عداء متزايدا تجاه تشارلي كيرك، وتحدث عن ذلك علنا خلال لقاءات عائلية، ما قد يفسر جانبا من دوافعه المحتملة.
انتهت المطاردة التي استمرت 33 ساعة بمشاركة السلطات الفيدرالية والمحلية بعدما تعرف والد روبنسون على صور ابنه التي نشرها مكتب التحقيقات الفيدرالي ثم ساهم في تسليمه. وبينما ما زال المتهم يرفض الحديث مع المحققين، تبقى دوافعه الحقيقية غير واضحة، تاركا الرأي العام الأميركي أمام أسئلة صعبة عن الطريق الذي حوّل طالبا متفوقا إلى متهم يواجه عقوبة الإعدام.