في مشهد أثار الكثير من الغضب والاستياء، مُنعت جماهير الجيش الملكي، مساء يومه الثلاثاء فاتح أبريل 2025، من دخول ملعب “30 يونيو” بالعاصمة المصرية القاهرة، لمتابعة مباراة فريقهم ضد نادي بيراميدز المصري، برسم ذهاب ربع نهائي عصبة أبطال إفريقيا.
ورغم اقتناء التذاكر بشكل قانوني وتنقلهم من المغرب إلى مصر خصيصًا لتشجيع فريقهم، فوجئ ما يقارب 1500 مشجع عسكري بقرار السلطات المحلية الذي يسمح فقط بدخول 200 مشجع إلى الملعب، دون توضيحات كافية أو مبررات مقنعة من الجهة المنظمة.
وأمام هذا القرار المفاجئ، اختارت جماهير الجيش الملكي الاعتصام بشكل سلمي أمام بوابات الملعب، رافضين الدخول على دفعات أو بشكل انتقائي، ومُعبّرين عن غضبهم من ما اعتبروه “إقصاءً ممنهجًا” و”إهانة لجمهور وفيّ لفريقه”.
وانتشرت مقاطع فيديو وصور على مواقع التواصل الاجتماعي توثق لحظات احتجاج المشجعين، مرفوقة برسائل تطالب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ووزارة الخارجية بالتدخل العاجل لضمان حقوق الجماهير في مؤازرة فريقها في المحافل القارية.
من جهتها أعربت مجموعتا “كورفا تشي” في بلاغ إعلامي عن استنكارهما الشديد لما تعرضت له جماهير الجيش الملكي أمام ملعب 30 يونيو بالقاهرة، حيث تم منع المئات من ولوج الملعب لمساندة فريقهم، رغم حضور السفير المغربي ومحاولاته للتدخل، التي قوبلت بتعنت السلطات الأمنية المصرية. ووصفت المجموعتان هذا التصرف بـ”الهمجي واللامسؤول”، مؤكدتين أن الجماهير وجدت نفسها محاصرة من طرف مختلف أجهزة الأمن المصرية في مشهد مهين وغير مبرر.
كما حمل البلاغ المسؤولية للدبلوماسية المغربية، داعيًا إلى رد الاعتبار لكل من تعرض للإهانة، ومطالبًا بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل داخل المغرب مستقبلاً. وأكد أن كرامة المواطن المغربي وهيبة الوطن لا يمكن التفريط فيهما، داعيًا كافة الجماهير المغربية إلى اتخاذ موقف صارم تجاه هذا التضييق، والتصدي لأي محاولة للمساس بكرامة المغاربة خارج الوطن.
وللإشارة فليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها جماهير الجيش الملكي لمضايقات من هذا النوع، إذ سبق أن تم منع تنقلها إلى عدد من المدن داخل المغرب لدواعٍ أمنية. لكن أن يمتد هذا المنع إلى خارج الوطن، وفي مباراة قارية بهذا الحجم، فذلك يطرح علامات استفهام كبيرة حول خلفيات القرار.
كما انتقدت جماهير مغربية على مواقع التواصل ما وصفوه بـ”ازدواجية المعايير”، حيث يتم الترحيب بجماهير الفرق المصرية في المغرب، بينما يُعامل جمهور مغربي بهذا الشكل خارج الوطن.
الحادثة لا تمس فقط جمهور الجيش الملكي، بل تطرح إشكالًا أكبر يتعلق بكيفية احترام الجماهير الإفريقية وحقوقها في التنقل وتشجيع فرقها، خاصة في سياق تطوير كرة القدم القارية، التي لن ترتقي بدون جمهور حاضر وفاعل.