في مشهد احتفالي تحول إلى مأساة، لقي 11 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات في تدافع مروع وقع أمام ملعب تشيناسوامي في مدينة بنغالور الهندية، خلال احتفالات صاخبة بفوز فريق رويال تشالنجرز بنغالورو بأول لقب له في الدوري الهندي الممتاز “للكريكيت”. ووقع هذا الحادث صباح الأربعاء 4 يونيو 2025، بعد يوم من تتويج الفريق بانتصار تاريخي على بنجاب كينغز في المباراة النهائية، مما دفع عشرات الآلاف من المشجعين إلى التوافد إلى محيط الملعب، واللذين تفوقوا بعددهم بكثير الطاقة الاستيعابية للمكان.
وأظهرت صور من موقع الحادث مشاهد فوضى مرعبة، حيث حاول بعض المشجعين الذين لا يحملون تذاكر اقتحام البوابات، ما أدى إلى حالة من الهلع والتدافع بين الجموع المحتشدة بين السور الخارجي وساحة الدخول الرئيسية. وفي لحظات معدودة، تحول الفرح الجماعي إلى فوضى قاتلة، وسط محاولات يائسة للنجاة والتسلق فوق الحشود. وصرح رئيس وزراء ولاية “كارناتاكا”، سيدارامايا، أن “عدد المشجعين فاق التوقعات”، معلنا فتح تحقيق فوري في أسباب الحادث، ومؤكدا أن “ما كان ينبغي أن تقع هذه المأساة في لحظة احتفال”.
وأوضحت السلطات الهندية أن ما بين 200 إلى 300 ألف شخص تدفقوا إلى شوارع بنغالور للمشاركة في مراسم الاستقبال، بينما لا تتجاوز سعة الملعب 35 ألف مقعد. ورغم الانتشار الكامل لقوات الشرطة، فإن السيطرة على الحشود باتت مستحيلة، مما دفع المنظمين إلى إلغاء موكب النصر الذي كان من المقرر أن يسير في شوارع المدينة. وأكد نائب رئيس الوزراء، دي كيه شيفاكومار، أن “الشرطة واجهت صعوبة بالغة” أمام ضخامة الأعداد، مشيرا إلى أن الدروس المستخلصة من هذه الكارثة ستؤخذ بعين الاعتبار في تنظيم أي فعاليات لاحقة.
ويذكر أن حوادث التدافع ليست نادرة في الهند، حيث تسجل مثل هذه الكوارث خلال التجمعات الجماهيرية، سواء في المناسبات الرياضية أو الدينية. ففي يناير الماضي، لقي أكثر من 30 شخصا مصرعهم في تدافع خلال مهرجان ماها كومبه الهندوسي. لكن حادثة بنغالور الأخيرة طغت بمرارتها على بهجة النصر، وأثارت أسئلة حادة حول مسؤولية التنظيم والأمن في إدارة مثل هذه الفعاليات الكبرى.
