تقع غامبيا في غرب قارة أفريقيا، وتُعدّ أصغر دولة في البر الرئيسي للقارة من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحتها حوالي 11,295 كيلومترًا مربعًا فقط. تحدّها السنغال من جميع الجهات ما عدا ساحل صغير على المحيط الأطلسي من الغرب، بطول 80 كيلومتراً. تُعدّ العاصمة بانجول، الواقعة على جزيرة عند مصب نهر غامبيا، المركز الإداري والسياسي، بينما تُعتبر مدينة سيريكوندا أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان.
يُقدّر عدد سكان غامبيا بحوالي 2.8 مليون نسمة حسب إحصائيات عام 2024، ويتميّزون بتنوّعهم الإثني واللغوي. تُعدّ الماندينكا والفولا والولوف من أبرز الجماعات العرقية في البلاد. اللغة الرسمية هي الإنجليزية، بحكم التاريخ الاستعماري البريطاني، لكن معظم السكان يتحدثون لغات محلية في حياتهم اليومية. ويبلغ متوسط عمر الفرد حوالي 62 عاماً، وهو من بين الأدنى في العالم، بسبب التحديات الصحية والاقتصادية.
يعتمد اقتصاد غامبيا بشكل رئيسي على الزراعة والسياحة والتحويلات المالية من الخارج. الزراعة تشغّل أكثر من 70٪ من القوى العاملة، ويُعتبر الفول السوداني (الكاكاو) من أبرز محاصيل التصدير. وعلى الرغم من الموارد المحدودة، فإن السياحة تُعدّ من أهم مصادر العملة الصعبة، خصوصاً في فصل الشتاء الأوروبي، حيث تستقطب البلاد آلاف الزوّار بفضل مناخها الدافئ وشواطئها الجميلة.
من الناحية السياسية، شهدت غامبيا تطورات كبيرة في العقد الأخير. بعد حكم ديكتاتوري دام 22 عاماً بقيادة الرئيس السابق يحيى جامع، انتقلت البلاد إلى مرحلة جديدة من الديمقراطية بعد انتخاب أداما بارو في عام 2016. ومنذ ذلك الحين، تعمل الحكومة على تعزيز الحريات، إصلاح النظام القضائي، وتحقيق العدالة الانتقالية. إلا أن التحديات لا تزال قائمة، مثل الفقر والبطالة والفساد.
رغم صِغَر حجمها ومحدودية مواردها، تسعى غامبيا إلى لعب دور إيجابي في الاستقرار الإقليمي وتعزيز التنمية المستدامة. تعمل الحكومة بالتعاون مع الشركاء الدوليين على تحسين التعليم، البنية التحتية، والخدمات الصحية. ويأمل الشعب الغامبي في مستقبل أفضل، يستند إلى السلام، الشفافية، والفرص الاقتصادية التي تُمكّن الشباب من بناء مستقبل واعد في وطنهم.