عيد العرش (ملف خاص).. المغرب ومصر يجسدان قوة الصداقة وروح التعاون العربي

في ظل القيادة المتبصرة للملك محمد السادس، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كقوة دبلوماسية وفاعل استراتيجي وازن في محيطه الإقليمي والدولي, فقد استطاع عاهل البلاد بحنكته وبعد نظره أن يعيد رسم معالم السياسة الخارجية للمملكة، جاعلا منها نموذجا في التوازن والاعتدال وحسن الجوار، ومكرسا توجها جديدا يقوم على تنويع الشراكات وتعزيز التعاون والدفاع عن القضايا العادلة للمغرب على رأسها وحدته الترابية.

وبمناسبة الذكرى السادسة و العشرين لعيد العرش تتجلى بوضوح ثمار هذه الدبلوماسية الرشيدة في تعدد وتنوع علاقات المغرب الثنائية، في مقدمتها العلاقات المتميزة مع جمهورية مصر العربية، والتي شهدت في عهد جلالته نقلة نوعية شاملة، تجسد عمق التوجه الاستراتيجي نحو بناء فضاء عربي‑إفريقي موحد متماسك.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يجدد دعم القاهرة للوحدة الترابية للمملكة خلال لقاء جمعه بنظيره المغربي ناصر بوريطة

على المستوى السياسي تميزت العلاقات المغربية المصرية بقدر كبير من الانسجام والتفاهم حول القضايا الإقليمية والدولية، وهو ما تمثل في مواقف القاهرة الداعمة للوحدة الترابية للمملكة المغربية على رأسها قضية الصحراء المغربية، وفي تنسيق مشترك داخل المنتديات الإقليمية خاصة والمعنية بالقضية الفلسطينية وأمن الساحل والصحراء, حيث ترجم هذا التفاهم إلى زيارات رسمية متبادلة ومشاورات دبلوماسية منتظمة كما تم تفعيل آليات التعاون البرلماني ما عزز من استقرار العلاقة وجعلها أكثر مؤسسية واستمرارية.

أشغال ملتقى الاستثمار و التجارة المصري المغربي

اما اقتصاديا شهدت العلاقات طفرة تمثلت في إطلاق شراكات استثمارية وتجارية واعدة، أبرزها منتدى الاستثمار المغربي المصري بالقاهرة، والذي شكل منصة لتبادل الخبرات وبحث فرص التكامل في قطاعات واعدة مثل صناعة السيارات و النسيج والصناعات الغذائية بالإضافة الى الطاقة المتجددة, كما تم توقيع اتفاقيات تهدف إلى الرفع من حجم المبادلات التجارية بين البلدين، في إطار الاستفادة من اتفاقية أكادير للتبادل الحر.

الإهتمام بالمجال الأخضر

أما في المجالات الحيوية المستقبلية فقد توسع التعاون ليشمل البنية التحتية والنقل والطاقات النظيفة من خلال مشاريع لربط الموانئ، وتبادل الخبرات في مجالات النقل البحري والجوي والسلامة الطرقية. كما التزم البلدان بتطوير مشاريع بيئية مشتركة، على غرار اتفاقيات التعاون في مجال تدبير الموارد المائية وتحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية، في إطار مؤتمري المناخ COP27 وCOP28.

بالنظر إلى ما تحقق من مكتسبات على مختلف الأصعدة، تؤكد العلاقات المغربية المصرية اليوم مكانتها كشراكة استراتيجية راسخة، تستند إلى إرادة سياسية قوية ورؤية ملكية واضحة، وتنفتح على آفاق مستقبلية واعدة, كما أن العلاقة تجسد نموذجا ناجحا للتعاون العربي‑الإفريقي جنوب‑جنوب، قائم على التضامن والمصالح المتبادلة، واستشراف التحديات الإقليمية والدولية.

 وفي ظل استمرار الدينامية التي أرساها الملك محمد السادس، تبدو هذه الشراكة مرشحة لتعزيز موقع البلدين كفاعلين محوريين في صياغة توازنات إقليمية جديدة تخدم الأمن والتنمية والاستقرار في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

عيد العرش (ملف خاص).. السعودية نموذجا لعلاقات استراتيجية راسخة

المنشور التالي

عيد العرش (ملف خاص).. المغرب والصين يعززان شراكتهما الاستراتيجية نحو مستقبل مشترك

المقالات ذات الصلة