شهدت عدة مدن مغربية، مساء أمس السبت 18 أكتوبر 2025، عودة حركة “جيل زد” إلى الميدان بعد توقف دام أكثر من أسبوع، في موجة جديدة من الاحتجاجات السلمية التي دعت إليها مجموعة “GENZ212” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بتحسين أوضاع قطاعي الصحة والتعليم ومحاربة الفساد.
ففي العاصمة الرباط، نظم العشرات من الشباب وقفة سلمية أمام قبة البرلمان، رددوا خلالها شعارات تدعو إلى “الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية”، و”الصحة والتعليم للجميع”، إلى جانب مطالب بإقالة الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش ومحاسبة المسؤولين عن تفاقم الأزمة المعيشية. وقد مرت الوقفة في أجواء هادئة ومن دون تدخل أمني، في مشهد وصف ب “الأكثر سلمية” منذ انطلاق الحركة في أواخر شتنبر الماضي.
وشهدت مدينة الدار البيضاء، بدورها، تجمعا حاشدا بساحة “ماريشال”، حيث رفع المتظاهرون شعارات تطالب بالعدالة المجالية وتحقيق الإنصاف الاجتماعي، مؤكدين أن عودتهم للاحتجاج تأتي في ظل “غياب أي استجابة حكومية لمطالب الإصلاح في قطاعي الصحة والتعليم”. وردد المشاركون هتافات تعبر عن الغضب من الفوارق الاجتماعية، من قبيل: “ولادكم فيناهما.. فواشنطن ولا روما.. ولاد الشعب فيناهما.. فعكاشة وراس الحومة”.
أما في مدينة طنجة، فقد احتشد عشرات الشباب بساحة” سور المعگازين”، معبرين عن رفضهم “للأولويات الحكومية التي تفضل الاستثمار في الملاعب بدل المستشفيات والمدارس”، مرددين شعار: “الصحة أولا.. ما بغيناش كأس العالم!”. كما وجه المحتجون انتقادات لسياسة التشغيل والتركيز على أسلاك الأمن بدل الاستثمار في التعليم والصحة، مستعيدين شعارات من زمن حركة 20 فبراير.
وفي مدن أخرى كفاس ومراكش وتطوان، خرجت مجموعات شبابية في وقفات متفرقة رفعت الشعارات نفسها، داعية إلى إصلاحات اجتماعية عاجلة ومحاربة الفساد، وسط تأكيد على “سلمية التحركات ووحدتها الوطنية” في مواجهة ما وصفته الحركة بـ“محاولات بث الفتنة والانقسام”.
وينظر إلى هذه العودة الميدانية لحركة “جيل زد” باعتبارها اختبارا جديدا لقدرتها التنظيمية ولزخمها الشعبي، بعد التوقف الذي أعقب الخطاب الملكي الأخير الذي دعا فيه إلى الحوار المسؤول والتعاون الجماعي لمعالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه البلاد.
