أكدت وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، أن الثقافة المغربية أصبحت تشكل عامل جذب أساسي لما يقارب 50% من السياح الأجانب الذين يزورون المملكة، مشيرة إلى أن تجربة المغرب الثقافية المتنوعة والمفتوحة على مدار السنة تساهم بقوة في تعزيز جاذبية البلاد على خارطة السياحة الدولية. وأوضحت الوزيرة أول أمس الأربعاء 4 يونيو 2025 في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه الخصوصية الثقافية، من فنون ومعمار ومأكولات وتقاليد عريقة، تجعل من زيارة المغرب رحلة غنية بالمعاني تتجاوز الاستجمام إلى اكتشاف عمق حضاري وإنساني.
وأبرزت عمور أن تطور القطاع السياحي المغربي لا يرتبط فقط بجاذبية الثقافة، بل يعود كذلك إلى تنويع العروض السياحية لتشمل وجهات صحراوية وشواطئ ممتدة ومواقع طبيعية خلابة، ما يضمن للزائر تجربة مخصصة حسب الاهتمامات المختلفة، وفي كل فصول السنة. وتأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية واضحة تروم جعل المغرب وجهة متكاملة تقدم أكثر من منتج سياحي تقليدي، وتستفيد من ثراء جغرافي وثقافي فريد في المنطقة.
وفي سبيل دعم هذا التوجه، أشارت الوزيرة إلى أن المغرب يعمل على تطوير برامجه السياحية عبر زيادة عدد الرحلات الجوية بنسبة 20% سنويا، مع إطلاق حملات ترويجية كبرى تستهدف الأسواق العالمية وتعرف بصورة المغرب الحديثة والمنفتحة. كما يراهن المغرب على استثمارات كبيرة في قطاعي الإيواء والترفيه لتقديم تجربة سياحية بمعايير دولية، تجمع بين الراحة والاكتشاف، وتستجيب لتطلعات الزوار المتزايدة.
وتكشف الأرقام الرسمية عن أداء قوي للقطاع، إذ استقبل المغرب نحو 5.7 ملايين سائح أجنبي بين يناير وأبريل من سنة 2025، في حين بلغ عدد زوار المملكة في عام 2024 نحو 17.4 مليون سائح، بزيادة 20% مقارنة بعام 2023، ما خول للمغرب تصدر التصنيف الإفريقي للوجهات السياحية. ويعد القطاع ثاني مصدر للعملة الصعبة بعد تحويلات المغتربين، في دلالة واضحة على الأهمية الاقتصادية التي بات يحتلها، وعلى نجاح الرهان على الثقافة كجسر للتنمية والانفتاح.