في تطور خطير ينذر بتصعيد غير مسبوق في المواجهة بين إسرائيل وإيران، كشف مسؤولون إسرائيليون أن عملية “الأسد الصاعد” التي نفذت فجر يومه الجمعة 13 يونيو 2025، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10 من كبار علماء الطاقة النووية الإيرانيين، في هجمات منسقة طالت العاصمة طهران ومدنا أخرى, حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسميا أن العملية استهدفت شخصيات بارزة “تعمل على تصنيع قنبلة نووية إيرانية”، واصفا الضربة بأنها “ضربة استباقية ضرورية لحماية الأمن القومي الإسرائيلي”.
وفي المقابل، نقلت وسائل إعلام إيرانية رواية أولية مختلفة، تحدثت فيها عن سقوط 6 علماء ذرة فقط، مع الكشف عن هوياتهم، وعلى رأسهم العالم النووي البارز فريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، والذي كان قد نجا من محاولة اغتيال في العام 2010. وضمت القائمة أيضا محمد مهدي طهرانجي، رئيس جامعة آزاد الإسلامية، الذي قتل مع زوجته وأربعة من مرافقيه، إلى جانب علماء آخرين مثل أحمد رضا ذو الفقاري، أستاذ الهندسة النووية.
وقد أثار الهجوم الإسرائيلي صدمة كبيرة داخل الأوساط العلمية والسياسية في إيران، حيث وصفت وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري الضربة بأنها “اغتيال ممنهج لأدمغة المشروع النووي الإيراني”, مع الإشارة إلى أن مقتل علماء الذرة الإيرانيين هؤلاء لم يأت مصادفة أو جراء عملية محدودة، فقد دأبت إسرائيل على اغتيال علماء الذرة الإيرانيين طوال عقود إذ شهدت الفترة ما بين العامين 2010 و2012 اغتيال 4 من العلماء النوويين الإيرانيين، هم مسعود محمدي، ومجيد شهرياري، وداريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن، عن طريق استخدام القنابل المغناطيسية في اغتيال 3 منهم، وإطلاق الرصاص على أحدهم أمام منزله.
واعتبرت وكالة تسنيم أن العملية لا تستهدف فقط البرنامج النووي بل تهدف إلى “كسر الإرادة الاستراتيجية الإيرانية في مواصلة التقدم العلمي”، في حين توعدت شخصيات بارزة في النظام الإيراني بـ”رد مدو في الزمان والمكان المناسبين”.
وفي السياق ذاته, أعلنت وكالة أنباء فارس الإيرانية، عن رفع “راية الحمراء”, (التي ترمز في الثقافة الشيعية إلى الثأر والانتقام لمن سقطوا ظلما), فوق قبة مسجد جمكران في مدينة قم الإيرانية، بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية والعسكرية.

وتأتي هذه الضربة بعد شهور من التوتر المتصاعد بين الطرفين، وفي وقت حساس تتعثر فيه مفاوضات العودة للاتفاق النووي. ويرى مراقبون أن استهداف هذه النخبة من العلماء قد يشكل نقطة تحول في معادلة الردع، ويمهد لموجة تصعيد قد تطال الإقليم بأكمله، وسط تساؤلات حول حدود الصمت الدولي وإمكانية انفجار صراع مفتوح على خلفية الصراع النووي المستتر بين طهران وتل أبيب.