شكلت الندوة الإقليمية للجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة التي انعقدت نهاية الأسبوع الماضي بمدينة ديلي في تيمور الشرقية، مسرح مواجهة حادة بين المغرب والجزائر بعدما واصل الوفد الجزائري تكرار مزاعمه المعتادة ونفيه لأي دور في نزاع الصحراء المغربية، رغم تورطه الواضح والمباشر في دعم الانفصال وتمويل الكيان الوهمي على أراضيه.
وعبر رئيس الوفد الجزائري بأسلوب عدائي مستفز، يحتج على ما وصفه بـ”استهداف بلاده” من خلال خطاب المغرب زاعما أنها ليست طرفا في النزاع، ومكررا الأسطوانة القديمة حول “تقرير المصير”, غير أن هذه المزاعم سرعان ما دحضها السفير المغربي لدى الأمم المتحدة عمر هلال، الذي فضح أمام اللجنة الدور الحقيقي للجزائر قائلا: “من أنشأ البوليساريو؟ الجزائر. من يمولها ويأويها؟ الجزائر. من يقود الحملات ضد المغرب؟ الجزائر كذلك”
وكشف عمر هلال زيف الخطاب الجزائري الذي يتجاهل عمدا التطورات الدبلوماسية الكبرى التي شهدها الملف خلال العقود الأخيرة، مؤكدا أن الجزائر “تعاني من فصام سياسي مزمن” فهي تنكر مشاركتها في النزاع بينما تعرقل أي حل سياسي منذ ثلاث سنوات, ومشيرا إلى أن قرارات مجلس الأمن الأخيرة تذكر الجزائر خمس مرات في كل مرة وهو اعتراف صريح بمسؤوليتها.
وفي رد على محاولة الجزائر التباهي بتاريخها في دعم “حركات التحرر” قال السفير المغربي: “ربما كانت الجزائر قبلة لحركات التحرر في الستينيات، لكنها اليوم أصبحت مرتعا للإرهاب والانفصال والفوضى” مضيفا أن “من يتحدث عن تقرير المصير عليه أن يطبقه أولا على شعب القبايل، الذي سبق أن طالب بحقه قبل حتى أن توجد الدولة الجزائرية”.
وختم هلال مداخلته بإدانة سياسة الجزائر في زعزعة استقرار المنطقة وفتحها الباب أمام الإرهاب في الساحل الإفريقي.
