عزيزة جلال، مطربة مغربية وُلدت في مدينة مكناس عام 1958، تُعد واحدة من ألمع نجمات الطرب العربي في فترة السبعينات والثمانينات. بدأت مشوارها الفني مبكرًا، ولفتت الأنظار بموهبتها عندما شاركت في برنامج “مواهب” الشهير بالمغرب، والذي فتح لها أبواب الشهرة، خصوصًا بعد انتقالها إلى مصر التي كانت آنذاك مركز الأغنية العربية.
في مصر، وجدت عزيزة جلال بيئة فنية غنية تعاونت فيها مع كبار الملحنين مثل محمد الموجي وبليغ حمدي، وقدّمت أعمالًا لاقت نجاحًا واسعًا في العالم العربي. من أشهر أغانيها “مستنياك”، “حرمت أحبك”، و”هو الحب لعبة؟”، وهي أغانٍ امتازت بالرقي والإحساس، وأبرزت صوتها العذب وقدرتها الفريدة على التعبير عن المشاعر.
عرفت عزيزة جلال بأسلوبها الهادئ والأنيق، وابتعدت عن المبالغة أو الاستعراض، مما جعلها محبوبة لدى فئات متعددة من الجمهور. تميزت بتقديمها للأغنية الرومانسية بأسلوب راقٍ، وكان لها حضور مميز وخاص، حتى لقّبها البعض بـ”سيدة الرومانسية”، وظلت رغم مسيرتها القصيرة نسبيًا، واحدة من نجمات الصف الأول.
في منتصف الثمانينات، قررت عزيزة جلال الاعتزال بعد زواجها من رجل أعمال سعودي، وانتقلت إلى الحياة الأسرية، مبتعدة تمامًا عن الأضواء. ورغم غيابها الطويل عن الساحة، ظلّ اسمها حاضرًا في وجدان الجمهور، وكانت أغانيها تُسمع وتُتداول وكأنها لم تفارقها أبدًا.
بعد أكثر من ثلاثين عامًا من الغياب، عادت عزيزة جلال إلى الساحة الفنية عام 2019 من خلال ظهورها في برنامج تلفزيوني، ثم قدّمت أول حفل لها في موسم “شتاء طنطورة” بالسعودية، حيث استقبلها الجمهور بحفاوة كبيرة. عودتها كانت لحظة مؤثرة أعادت للأذهان زمن الفن الجميل، وأثبتت أن الأصالة لا تزول، وأن عزيزة جلال ستظل صوتًا خالدًا في الذاكرة العربية.