عزل خطيب بالقنيطرة بعد انتقاده سهرة “طوطو” يثير جدلا واسعا

أقدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على عزل خطيب مسجد الغفران بمدينة القنيطرة، مصطفى قرطاح، وهو القرار الذي أثار موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، بين متعاطف مع الخطيب ورافض للخطوة، خصوصا أن القرار جاء مباشرة بعد نشره تدوينة ينتقد فيها سهرة لمغني الراب طه فحصي المعروف بـ”طوطو”، والتي وصفت بأنها تخللتها عبارات “خادشة للحياء”.

وقد خاطب مصطفى قرطاح، في تدوينته المؤرخة بـ25 غشت 2025، الفنان قائلا: “سيد طوطو، أجدني مدعوا إلى تهنئتكم على ما بلغتم من مجد ورفعة ومكانة مرموقة!!! لقد حظيت برعاية يحلم الآلاف ممن يلبسون الجلباب الأبيض والطربوش الأحمر… ويتجنبون كل ما يزعج السادة وأولي الأمر”. وأضاف متهكما: “هنيئا لكم سيد طوطو، فقد اعتليتم المنبر ذاته الذي اعتلاه خطيب صلاة العيد، وها أنتم تكملون الدور ذاته، فتسعدون الناس وتقربون لهم الحياة الطيبة”.

الخطيب لم يتوقف عند حدود النقد الفني، بل قارن بين ما اعتبره ضعف حضور خطب العيد التي “لم يسمعها كثير من الناس” وبين قوة انتشار سهرة “طوطو”، حيث قال: “أما أنت سيد طوطو: فقد حملت الريح صوتك الشجي العذب إلى أقاصي المدينة، وبفضل شاشات العرض، ملأ الناس أعينهم بطلعتك البهية ووجهك الصبوح”. واعتبر أن ما جرى يكشف عن مفارقة واضحة في أولويات الرعاية والاهتمام الرسمي.

وأضاف: “هنيئا لك سيد طوطو على شخصيتك القوية، فأنت تعلمنا أن الحكمة في الوضوح وقوة الكلمة، وهاأنت تكتب على صدرك” صلكوط ” بمنتهى الصدق فمن شاء فليرض، ومن شاء فليسخط، وقافلتك تمشي”.

كما وسع قرطاح في تدوينته مجال النقد ليشمل القضايا الاجتماعية والسياسية، قائلا إن حضور الحفل “محا مظاهر التعاسة” مثل البطالة وضعف القدرة الشرائية وتردي التعليم والصحة وانتشار الفساد، بل وحتى تداعيات زلزال الحوز وما يجري في غزة من “إبادة جماعية”. وكتب: “كل هذا يلقيه متابعوك وراء ظهورهم، ويعيشون معك أسعد اللحظات وأحلاها”.

ولم يمر القرار الوزاري دون ردود من بعض الشخصيات الدينية، حيث كتب الحسن بن علي الكتّاني، رئيس رابطة علماء المغرب العربي، أن توقيف قرطاح عن الخطابة بسبب انتقاده لحفل “طوطو” هو “أمر مشين وقبيح”، مضيفا أن الوزارة “بالغت في التضييق على العلماء والخطباء في أداء دورهم في النصح للأمة”. وهو الموقف الذي زاد من حدة الجدل وأشعل النقاش العام حول حدود حرية التعبير لدى الخطباء.

وبينما لم توضح وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسباب الرسمية وراء قرار العزل، يستمر الجدل محتدما، بين من يعتبر أن الخطباء ملزمون بالابتعاد عن القضايا الفنية والسياسية، وبين من يرى أن منعهم من التعبير عن قضايا تمس المجتمع يفرغ المنابر من دورها التوعوي. وبين هذا وذاك، تحول ملف مصطفى قرطاح إلى قضية رأي عام، تعكس حساسية العلاقة بين الخطاب الديني الرسمي والتعبير الفردي الناقد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

مصرع شخصين في حريق بضواحي مراكش

المنشور التالي

أسود الأطلس يزأرون في زامبيا ويعززون صدارتهم في تصفيات المونديال

المقالات ذات الصلة