عزاء رقمي أم مأزق نفسي؟ التقنية تحيي الراحلين وتعطل التقبل

أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي قادرة اليوم على إعادة إنتاج صور وأصوات وحتى تصرفات أشخاص رحلوا عن الحياة، في محاولة لمحاكاة حضورهم وكأنهم ما زالوا على قيد الوجود. ورغم أن هذه الظاهرة تلقى إقبالا من بعض الأفراد الذين يبحثون عن وسيلة لتخفيف آلام الفقدان، إلا أنها تثير نقاشا واسعا حول آثارها النفسية العميقة ومخاطرها المحتملة على التوازن العاطفي.

وفي هذا السياق، أكدت الأخصائية النفسانية ياسمين اليحياوي في تصريح لTHE PRESS، أن هذه التقنية قد تمنح في البداية شعورا مؤقتا بالراحة، إذ يحس البعض وكأنهم استرجعوا أحبتهم. غير أن الأمر، تضيف، يحمل مخاطر عديدة، أبرزها إطالة الحزن ومنع الشخص من تقبل فكرة الفقدان، إضافة إلى خلق نوع من التعلق المرضي أو الإدمان العاطفي على الوهم.

وكشفت اليحياوي أن مثل هذه الوسائل لا تساعد على تجاوز الألم النفسي، بل تعمق الارتباط بأشخاص غير موجودين واقعيا، ما يربك الدماغ ويفقده التوازن بين الماضي والحاضر. وأوضحت أن الإنسان يحتاج إلى المرور بمراحل طبيعية للتكيف مع الفقدان، وإعادة ترتيب الذكريات في إطار الماضي حتى يتمكن من العيش بشكل سليم.

وشددت الأخصائية النفسانية في ختام تصريحها مع the press، على أن خلق نسخة رقمية تجيب بالصوت والصورة مثل الشخص الميت، يحدث ارتباكا في الذاكرة ويؤثر على معالجة الأفكار، مما يعطل عملية التقبل الضرورية ليستمر الإنسان في حياته بطريقة متوازنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشور السابق

عثمان ديمبيلي يحصد الكرة الذهبية لعام 2025 بعد موسم استثنائي مع باريس سان جيرمان

المنشور التالي

انتخابات 2026: مشاورات في الكواليس ومواطن غائب عن النقاش

المقالات ذات الصلة